دينا عبدالفتاح تكتب : ..فرصة علامة تجارية مصرية
دينا عبدالفتاح
اختتمت الجمعة الماضى فعاليات معرض تراثنا للحرف اليدوية و الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم 9 أكتوبر، واستمر لـ6 أيام كاملة.
ويعتبر هذا المعرض من أهم الأفكار الداعمة للحرف اليدوية والتراثية خلال العقد الأخير، وشهد تطوراً ملحوظاً على مدار السنوات الماضية من خلال وزارة التجارة والصناعة التى تقودها الوزيرة المتميزة السيدة نيفين جامع، التى تمتلك خبرات كبيرة فى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لبقائها سنوات طويلة على رأس جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحقيقها طفرات كبيرة خلال قيادتها لهذا الجهاز.
وشهد المعرض فى نسخته هذا العام مشاركة واسعة من أكثر من 1500 عارض محلى، بالإضافة لعارضين من دول شقيقة أبرزها الإمارات المتحدة، المملكة الأردنية، ودولة السودان، فى إطار تعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين مصر وأشقائها العرب الذين يشاركونها الامتداد الجغرافى والثقافى.
ويعكس معرض «تراثنا»، الذى ينظمه جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، اهتمام الدولة بإحياء هذه الحرف والصناعات التراثية، التى تمثل فرصة ذهبية أمام مصر لاختراق الأسواق والتجمعات التجارية العالمية، نتيجة قدرة مصر على إنتاج وتوفير منتج محلى بمواصفات عالمية فى الحرف اليدوية والتراثية سواء كانت ملابس أو منسوجات أو أثاثاً أو تحفاً أو إكسسوارات وغيرها من القطاعات الفرعية التى تضمنت 28 حرفة شارك أصحابها فى هذا المعرض.
ويُعد اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بهذا المعرض، وقيامه بافتتاحه شخصياً، فضلاً عن قيام السيدة انتصار السيسى، قرينة الرئيس، برعاية «الديفيليه» الذى نُظم لأول مرة على هامش المعرض، دليلاً واضحاً على رؤية الرئيس الصائبة لقطاع الحرف اليدوية فى مصر لأنه يمثل أحد أهم الكنوز الاقتصادية التى يجب استغلالها خلال الفترة المقبلة.
وساهم «الديفيليه»، الذى تم تنظيمه على هامش المعرض، فى عرض أزياء تراثية متنوعة تم تصميمها بالتعاون بين أصحاب مشروعات الملابس والمنسوجات التراثية والمصمم العالمى هانى البحيرى، وهو الأمر الذى دفع الحضور للتفاعل بشكل كبير مع المعروضات، وشرائها، ودفع أيضاً لفتح أبواب جديدة للتصدير فى قطاع الأزياء التراثية.
ويعد هذا القطاع بمثابة رهان رابح للفترة المقبلة، خاصة فى ظل تقديم الدعم لأصحاب المشروعات الصغيرة فى هذا المجال من قبَل مصمم مصرى عالمى، بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة وجهاز تنمية المشروعات، وهو الأمر الذى يدعم من القبول العالمى للأزياء التراثية المصرية، ويمهد لإمكانية انتشار أزياء مصرية تراثية فى مختلف دول العالم، يمكن أن ترتديها نجمات العالم فى المحافل المختلفة، وتعزز من انتشارها فى مختلف الدول.
ويمكن تكرار تجربة «البحيرى» مع باقى القطاعات من خلال التواصل مع رواد الصناعات المختلفة، وفتح قنوات للتعاون بينهم وبين أصحاب الحرف التراثية فى قطاعاتهم، لتعزيز التقارب بين المواصفات التى ينتج بها الحرفيون المصريون، والأذواق العالمية التى يعرفها بشكل جيد رواد الصناعة.
ولا بد أن تؤمن جميع أجهزة الدولة بأن المشروعات الحرفية واليدوية فى مصر قادرة على إنتاج علامات تجارية مصرية تتألق فى سماء العالم أجمع، نظراً لجودتها الفائقة، وسعرها التنافسى، وقدرتها على دمج جوانب ثقافية وتاريخية تجد قبولاً عالمياً واسعاً فى منتجاتها.
لذا ينبغى أن توسِّع جميع أجهزة الدولة من دعمها لهذه النوعية من المشروعات، وأن تقوم بالتخطيط بعيد المدى لإنشائها ووجودها وتنميتها.
ونظراً لأن الفنان يستطيع أن ينتج ويبدع، ولكنه قد لا يكون ماهراً فى تسويق ما ينتجه، لذا من الضرورى أن يتم توفير مساندة تسويقية قوية لمنتجات هذه المشروعات الحرفية البسيطة، التى تتسم بجودة منتجاتها، وبالتالى يسهل تسويقها لو تم وضع استراتيجية وخطة تسويقية متقنة من قبَل متخصصين.
ويمكن أن يتم ذلك من خلال دراسة الأسواق العالمية المختلفة، وتحديد الأسواق المستهدفة بالمنتجات التراثية المصرية، وتعريف أصحاب المشروعات باشتراطات التصدير لهذه الأسواق، ثم تعزيز وجود الصناعات الحرفية المصرية فى معارضها، وفتح قنوات تواصل دائمة بين مصر والمستوردين الرئيسيين فى تلك الدول.