هل يكون طرح «إي فاينانس» بالبورصة بداية لتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية؟
إي فاينانس
تتمثل أهمية طرح «إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية» في البورصة المصرية، كونه أول طرح حكومي حقيقي، بعد المصرية للاتصالات، حيث إن السوق لم تشهد أي طروحات منذ طرح حصة الزيادة في الشركة الشرقية للدخان، قبل خمس سنوات، منذ إعلان المجلس الأعلى للاستثمار عن عودة برنامج الطروحات بنهاية 2016، وحتى الآن لم يكن هناك أي طرح حكومي، وبالعودة إلى طرح المصرية للاتصالات فتكون المدة 16 عاما على آخر طرح حكومي.
سعيد: أول طرح حكومي حقيقي بعد المصرية للاتصالات
وقال إيهاب سعيد، رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول للسمسرة، حول أهمية طرح إي فاينانس، إنه أهم طرح في السنوات الأخيرة باعتباره أول طرح حكومي حقيقي منذ طرح المصرية للاتصالات.
وبالنسبة للسعر النهائي للطرح، فيرى سعيد، في تصريحات لـ«الوطن»، أنه لم يضع في اعتباره الأحداث العالمية الأخيرة التي نشهدها، بالإضافة إلى ضريبة الأرباح الرأسمالية التي أربكت السوق في الأيام الأخيرة، وتأثيرها الأخير على السوق، حيث من المتوقع أن يستمر تأثيرها على السوق لفترة من الوقت، وكل هذا لم يتم وضعه في الاعتبار مع تحديد السعر النهائي.
جذب شريحة من المستثمرين العرب
وفيما يخص جذب الطرح لاستثمارات من الخارج، فمن المتوقع أن يكون هناك مستثمرين عرب فقط، أما بالنسبة لجذب مستثمرين أجانب، فهذا أمر صعب حدوثه مع أول طرح حكومي، فجذب المستثمرين الأجانب يحتاج إلى تنفيذ أكثر من طرح حكومي في البورصة، حتى تكون هناك عوامل قوية ومحفزة على جذب المستثمر الأجنبي للسوق، فالمستثمر الأجنبي لا ينظر إلى جودة الطرح فقط، بل يعتمد على عوامل ومؤشرات أخرى مثل استقرار سعر الصرف، ومعدل التضخم، واحتمالية رفع الفائدة في الخارج، وكل هذه عوامل تساعد على جذب المستثمر الأجنبي للسوق وبالتالي لن يكن هناك اعتماد كبير في طرح إي فاينانس على جذب استثمارات أجنبية.
طرح «إي فاينانس» جس لنبض السوق
وأضاف: لا أعتقد أن طرح «إي فاينانس»، بداية لتنفيذ برنامج الطروحات الحكومة ودخوله حيز التنفيذ، لكن يعتبر طرحا من خلاله يتم جس نبض السوق، لأن خطورة طرح إي فاينانس تتمثل في أنه الطرح الحكومي الأول منذ 16 عاما، وبالتالي في حالة ارتفاع السهم بنسبة 10% فقط بعد 30 يوم الحمالية، ففي ذلك الوقت نستطيع أن نقر بنجاح برنامج الطروحات، وسيكون طرح «إي فاينانس» هو البداية لدخول برنامج الطروحات حيز التنفيذ، أما في حالة عدم استقرار وتراجع السهم ففي ذلك الوقت سنكون أمام مشكلة ولم نشهد طروحات حكومية أخرى.
الألفي: الطرح بداية لتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية
من جانبه، قال عمرو الألفي، رئيس قسم البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، إن طرح «إي فاينانس» له أهمية كبيرة لعدة أسباب، على رأس هذه الأسباب أنه أول طرح حكومي منذ سنوات عديدة، وأيضا أكبر طرح حكومي في البورصة المصرية منذ طرح المصرية للاتصالات في عام 2015، بالإضافة إلى أن هذا الطرح يأتي في قطاع هام وواعد وهو قطاع المدفوعات الاكترونية، مدعوما بتوجهات الحكومة المصرية نحو الشمول المالي والتحول الرقمي.
وأضاف الألفي في حواره الخاص لـ«الوطن»، أن سعر الطرح جاء عند الحد الأقصى لنطاق السعر المستهدف، وهذا يعكس مدى الإقبال على الطرح من جانب المستثمرين المؤسسات في الطرح الخاص، وهو أيضا ما دفع الحكومة المصرية لطرح حصة إضافية تبلغ 10٪، مشيرا إلى أنه حتى نهاية يوم الخميس الماضي، أظهرت المؤشرات المبدئية تغطية الطرح العام بمعدل يفوق الـ 20 ضعفا، وهو ما نتوقع ارتفاعه أكثر في آخر يوم للاكتتاب وهو يوم الأحد المقبل.
وتابع، بأن من أهم عوامل جذب البورصة المصرية للاستثمارات من الخارج، هو طرح شركات قوية ماليا في قطاعات واعدة، ولها قصص نجاح ومعدلات نمو مرتفعة وبسعر مناسب يسهم في جذب شرائح كثيرة من المستثمرين، وهو ما نتمناه في الفترة المقبلة من جانب الحكومة حتى نرى كل فترة وجيزة طرح من الحجم الكبير، لأن حجم الطرح يحدد أيضا حجم المستثمرين الأجانب الذين يمكن أن نستهدفهم.
ويرى الألفي، أن هذا الطرح سيكون بداية لتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية في البورصة، وإن كان البرنامج بدأ منذ سنتين بطرح نسبة إضافية وهي 4.5٪ من الشركة الشرقية «إيسترن كومباني»، ولكن شركة «إي فاينانس» تعتبر أول شركة يتم طرحها من قبل الحكومة ضمن برنامج الطروحات دون أن يكون سهمها متداول من قبل.
وبالنسبة للطرح العام، فهو مضمون بنسبة 100٪ خلال شهر إذا ما انخفض سعر السهم دون سعر الطرح العام، وبالتالي لن يخسر المستثمر فقط إلا عمولات الشراء والبيع في هذه الحالة، وبالتالي أرى أن معدل العائد مقابل المخاطر مواتي للمستثمرين الأفراد ويبقى فقط أن الإقبال الكبير على الطرح سيعني تدني نسبة التخصيص لكل مستثمر وإن كان ذلك يعني أن الطلب قد يزداد بعد الطرح أيضاً لتعطش السوق لهذا الاستثمار بصفة خاصة.
بداية التداول على السهم
ويرى الألفي، أن بداية التداولات على السهم كانت قوية، حيث ارتفع السهم إلى 25 جنيها خلال اليوم من التداول، متوقعا أن يكون أداء السهم أفضل في الأشهر المقبلة، بشرط تحقيق الشركة نتائج مالية جيدة تفوق التوقعات.
عيد: البورصة تفتقر للطروحات الحكومية والبداية مع «إي فاينانس»
ويرى حسام عيد، محلل مالي بشركة إنترناشوينال لتداول الأوراق المالية، أن البورصة المصرية تفتقر إلى الطروحات الحكومية منذ عام 2006، حيث كان طرح المصرية للاتصالات الذي شهد نجاحا كبيرا في هذه الفترة، وشهد أيضا إقبالا كبيرا من المستثمرين الأفراد والمؤسسات المالية.
وأضاف عيد، لـ«الوطن»، أنه مع بدء طرح شركة «إي فاينانس» بالبورصة المصرية، التي تُعتبر من أكبر الشركات الحكومية العاملة في مجال المدفوعات الإلكترونية، التي تشمل جميع المتحصلات الإلكترونية الحكومية، نكون أمام أكبر طرح حكومي منذ 16 عام تقريبا.
هيكل الملكية لشركة «إي فاينانس»
وأوضح عيد، أن هيكل الملكية لشركة «إي فاينانس» يتكون من مجموعة من البنوك الحكومية الكبرى مثل بنك الاستثمار القومي، الذي يملك نسبة 63% من أسهم الشركة، والبنك الأهلي المصري الذي يمتلك نسبة 9.09% وبنك مصر نسبة ملكيته بها 9.09%، الأمر الذي يؤكد على قوة هذا الكيان، ما ينعكس بالإيجاب على نجاح طرح 26.1% من أسهم الشركة للاكتتاب العام والخاص.
وهناك إقبال كبير على هذا الطرح من قبل المؤسسات المالية وأيضا الأفراد، ومن المتوقع أن تكون هناك فرصة قوية جدا للاستثمار وتحقيق معدلات أرباح مرتفعة بعد بدء التداول بالبورصة المصرية مع الاستمرار في تحقيق معدلات نمو مرتفعة.
نشاط في أول تداولات للسهم
كانت جلسة أمس الأربعاء 20 أكتوبر 2021، هي بداية التداول على أسهم شركة «إي فاينانس» وصعد السهم بنسبة 50%، وأغلق عند مستوى 21 بعد أن سجلت مستوى 25، وهو أعلى سعر بالجلسة وسجلت 19 جنيها كأدنى سعر لها بالجلسة، وشهدت التداولات على السهم إقبال كثيف بأول جلسة تداول من المتعاملين.
حمدي: طرح إي فاينانس فرصه جيدة للمستثمرين الافراد
ويرى هشام حمدي، محلل مالي بشركة النعيم القابضة للاستثمارات، أن شركة «إي فاينانس» تُعتبر شركة كبيرة تبلغ قيمتها 24.8 مليار جنيه، وهي من أهم شركات المدفوعات الإلكترونية في مصر، وقطاع التكنولوجيا المالية عامة في الدول الناشئة يكون قطاع جاذب، ونجاح الطرح نفسه مهم جدا، لأن يعمل على تشجيع الحكومه في استكمال برنامج الطروحات.
وبالنسبة للسعر، قال حمدي لـ«الوطن»، إن السعر عادل، ومضاعف ربحيه 54.4 مرة مقارنة بفوري 100 مرة، و«عامة شركات التكنولوجيا بتكون غاليه عشان الابتكار اللي موجود فيها باعتباره أول طرح حكومي، جذب لعاب مستثمرين أجانب بالأخص إن الشركة زودت الأسهم المطروحه لـ26.1% بسبب إقبال مستثمرين اجانب، وأعتقد أن الشركات الحكومية بتكون جاذبة لبعض المستثمرين الأجانب».
وتابع بأن الطروحات الحكومية، كانت قد بدأت بالفعل، ولكن جاءت جائحة كورونا لتكون عائقا أمام برنامج الطروحات الحكومية، بينما في الوقت الحالي نستطيع أن نقول أن برنامج الطروحات سيتم تنفيذه بعد طرح إي فاينانس، ونجاح الطرح عامل مهم في استكمال برنامج الطروحات.
ويرى حمدي، أن طرح «إي فاينانس»، يعتبر فرصة جيدة للمستثمرين الأفراد، بالأخص بعد نجاح الطرح الخاص والإقبال القوي من المستثمرين الأجانب على الطرح، بالإضافة إلى أن الشركه في قطاع ناجح، ومجال التكنولوجيا الماليه في مصر مجال واعد.