«الجلاب» آيس كريم الغلابة في قنا.. «القمع بجنيه دوق ودلع نفسك»
صناعة حلوى «الجلاب» في قرية «القناوية»، التابعة لمركز نجع حمادي، شمال محافظة قنا، من أقدم الصناعات التي نشأت مع قدوم زراعة قصب السكر في صعيد مصر عامةً، ونجع حمادي خاصةً، وبدأ أهالي القرية إنتاج الحلوى المعروفة لدى الجميع في مصر، التي يلقبها البعض «آيس كريم الغلابة»، لكونها تشبه أقماع الآيس كريم، إضافة إلى أنها الأرخص، وبمكونات طبيعية عسل وكربونات.
وتُعد قرية «القناوية» في نجع حمادي، هي القرية الوحيدة في مصر التي تنتج هذه الحلوى المكونة من العسل الأسود، الذي يتم جلبه من مصانع عصارات إنتاج العسل الأسود المنتشرة في شمال محافظة قنا، من خلال عدة مراحل معينة حتى السكب على أقماع الفخار، ونشره في الشمس للتهوية.
مراحل تصنيع حلوى الجلاب.. آيس كريم الغلابة
إبراهيم عبدالفتاح، عامل في أحد مراكز إنتاج حلوى الجلاب، المعروفة باسم «النحاسيات»، حيث يعمل تحديداً في «نحاسة العم خليفة»، بقرية «القناوية»، أكد أن العمل في صناعة حلوى الجلاب يحتاج إلى جهد بدني شديد، وخبرة لسنوات طويلة، حتى يتمكن العامل من معرفة أسرار إنتاج الجلاب.
وتابع أن مراحل تصنيع الجلاب، أو أيس كريم الغلابة، كما يسميه البعض، تبدأ من جلب العسل الأسود من المصانع في في نجع حمادي وفرشوط وأبوتشت، في صفائح ذات أوزان معينة، ثم بعد ذلك يقوم العامل، وفق مقادير معينة، بوضع كميات في «النحاسة»، المصنوعة من النحاس الذي يتحمل درجات حرارة عالية، ويتم إشعال النيران أسفلها، ويتم التقليب بواسطة لوح خشبي مصنوع من خشب «الأتل»، بشكل مستمر، حتى يصل العسل إلى لزوجة معينة، وبعد ذلك يتم وضعها داخل «الحلابة» لاستكمال مراحل التصنيع، وذلك من خلال التقليب، ووضع «الكربونات» عليه، حتى يأخذ اللون الفاتح.
وأضاف «إبراهيم» أنه بعد التقليب في «الحلابة» لمدة دقائق معدودة، يتم تحضير أقماع الفخار، التي تشبه أقماع الأيس كريم، وبعدها يأخذ «الحلابة»، ويصب ما فيها على الأقماع لملئها بخليط العسل، حتى تأخذ شكلها المخروطي المعروف، وبعد قائق يتم نزعه على حصائر من خوص الجريد ووضعه في الشمس.
سيد عبد الستار: صناعة الجلاب تبدأ في نوفمبر وتنتهي في مايو
وقال سيد عبدالستار، أحد العاملين ، إنه يعمل في صناعة الجلاب منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أن صناعة هذه الحلوى تبدأ من شهر أكتوبر، وبعض «النحاسيات» تبدأ في شهر نوفمبر، وتستمر حتى شهر مايو، وذلك مع انتهاء موسم حصاد القصب، لافتاً إلى أنه يتم إنتاج كميات كبيرة، وبعضها يتم تخزيها لشهور، ما بين شهري مايو ونوفمبر، لتغطية السوق.
وأضاف أن قرية «القناوية» تتميز بأنها الوحيدة التي تعمل في صناعة الجلاب، ولا يوجد غيرها على مستوى الجمهورية، وتقوم بتغطية المنتج في كل مكان، وأسعاره في متناول الجميع، حيث يتراوح ما بين جنيه وجنيهين للقمع الواحد.
وناشد عدد من العاملين في صناعة الجلاب، كلاً من محافظ قنا والمسؤولين في المحافظة أو القطاعات الحكومية الأخرى، بتطوير تلك الصناعة العريقة.