«طارق» يبحث عن أهله بعد 24 عاما في دار أيتام: مش عارف أخطب عشان لقيط
طارق يبحث عن أهله بعد 24 عاما
«نفسي أعرف أصلي.. المجتمع مبيرحمش.. وتقدمت لخطبة فتاتين رفضوني.. عاوز أكون أسرة وابني ميسألنيش عن أصله»، هكذا عبر «طارق منصور ذكي مرسي»، كما دون اسمه عند تسليمه لدار رعاية في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية عن معاناته في البحث عن أهله بعدما بلغ عمره 24 عاما لعله يستطيع الوصول لهم والعيش معهم ما تبقى من عمره.
«طارق» يروي تفاصيل العثور عليه بجوار مسجد
صور أُلتقطت له عندما كان طفلا، هي الخيط الوحيد الذي يحاول «طارق»، من خلاله الوصول إلى أهله ويضيف: «معرفش أي معلومة عن أهلي كل اللى عرفته إن إمام مسجد يدعى محمد رشاد، كان متوجها للصلاة في مسجد بمدينة أبو كبير وبعد خروجه سمع صوت بكائي وحينها كنت رضيعا فأخدني إلى منزله واحتضنني لمدة عامين وبعد ذلك قرر تسليمي لدار رعاية في مدينة العاشر من رمضان بعد أن حرر محضرا بمركز الشرطة».
«طارق» يترك دار الرعاية ويعمل في معرض بالزقازيق
وتابع: «في الدار أطلق عليا اسم طارق منصور ذكي مرسي، وتربيت بين جدرانها لمدة 21 عاما، وبعد ذلك تركت الدار للإقامة في سكن منفصل طبقا للوائح»، مشيرا إلى أنه يسكن حاليا في مدينة الزقازيق ويعمل عاملا في أحد المعارض.
أسباب البحث عن أهله بعد 24 عاما
وعدد «طارق»، أسباب بحثه عن أهله قائلا: «منذ كنت طفلا راودني كثيرا السؤال عن أهلي وهل تركوني عمدا أم أجبرتهم الظروف على ذلك، أم أنني تعرضت للاختطاف ولم يعلموا بمكاني حتى الآن، ورغم رغبتي الشديدة في الوصول لهم إلا أنه لم يكن لدي الدافع الكافي للبحث عنهم، سوى بعد تقدمي لخطبة فتاة وقوبل طلبي بالرفض وكررت التجربة ورُفضت أيضا بسبب كوني تربيت في دار أيتام وليس لي أهل».
وأردف: «نفسي أعيش حياة طبيعية وأكون أسرة مستقلة وحياة هادية، مش عاوز أبني يكون في نفس الحيرة ويسأل عن أصله أو جذور عائلته، لو وصلت لأهلي هسامحهم وهشيلهم في عيني، أنا مش محتاج منهم حاجة، عندي شغلي وباعتمد على نفسي وربنا هيكرمني».
طارق يوجه رسالة إلى المجتمع
ووجه نداء إلى المجتمع قائلا: «نزلاء دور الأيتام ليسوا عالة على المجتمع وليسوا مسؤولين عن نشأتهم في هذه الظروف الصعبة هم فقط ضحايا لأسباب متعددة جعلتهم يعيشون غرباء لا يعرفون شيء عن حياتهم في وقت يحرصون فيه على أن يكونوا مواطنين صالحين».