تصريحات إبراهيم عيسى ضد قراءة القرآن بالأجزخانة.. «تأييد ورفض ورد صيدلي»
الصيادلة: لا تعارض بين علوم الدين والدنيا.. وعصفور: الأولوية للطب
الإعلامي إبراهيم عيسى أثار غضبا بسبب تصريحاته عن قراءة القرآن في الأجزخانة أو الصيدلية
موجة عارمة من الغضب، أثارتها تصريحات الإعلامي إبراهيم عيسى، التي انتقد فيها مشهدا رآه داخل أجزاخانة، لصيدلي يقرأ القرآن، ما دعا عديدون إلى الرد عليه، ومنهم الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، والذي اعتبر تصريحات عيسى تطرفا مضادا يهدف للامتناع عن قراءة القرآن، بينما هاجمت نقابة الصيادلة تصريحات الإعلامي الشهير، ووصفتها بأنّها تنم عن «الجهل بأهمية قراءة المسلمين للقرآن»، موضحة أنّ تعلّم القرآن يجعل الصيدلي ملتزما بتعاليم الدين في معاملة المرضى بالحسنى.
تصريحات إبراهيم عيسى
«أحيانا كتير لما بدخل الأجزاخانة ألاقي الصيدلي اللي قاعد بيقرأ قرآن، ده شيء جميل طبعا مفيش شك، لكن من باب أولى قاعد في الأجزخانة مبيقرأش ليه كتاب عن الدواء؟».. جزء من تصريحات إبراهيم عيسى، التي أدلى بها مؤخرا في إحدى حلقات برنامجه «حديث القاهرة» المُذاع على برنامج القاهرة والناس، وتسبّبت في أزمة كبيرة له، حيث انتقد دراسة الصيدلي في كلية علمية، طالما أنّه يميل إلى القراءة في الدين: «ليه مبيقراش مرجع عن الدواء؟، ميفتحش برنامج وثائقي على يوتيوب ولا غيره يتفرج على آخر الأدوية وأحدث الأمراض؟، ليه بيروحوا كلية الطب وهما عارفين إن علم الحديث النبوي أهم ليهم يعني مش فاهم؟، طيب ما كان راح الأزهر درس في كلية أصول دين حضرته، إنما رايح كلية علمية يدرس علم ليه».
صورتان من التطرف
«تطرف» و«تطرف مضاد».. مضمون رسالة الأزهري، التي ردّ بها على تصريحات إبراهيم عيسى، قائلا: «إن كان هذا الصيدلي قصر في إتقان تخصصه وقراءة مراجعه، فقد قصر في هدي القرآن الذي يقرؤه، وحينئذ فواجبه أن يتقن تخصصه لا أن يهجر قراءة القرآن العظيم، والحقيقة أننا أمام صورتين من التطرف، إخواني يقرأ القرآن فيخرج منه بقتل الناس وتكفيرهم، فيواجهه تطرف مضاد يريد من الناس ألا تقرأ القرآن الكريم أصلا». حسب ما جاء على صفحة مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية على فيس بوك.
رد الصيادلة على تصريحات إبراهيم عيسى
نقابة الصيادلة ردّت هي الأخرى على تصريحات إبراهيم عيسى، حيث قال الدكتور عصام عبدالحميد، وكيل نقابة صيادلة مصر، إنّ الصيدلي الحافظ للقرآن الكريم يعرف تعاليم الدين، خاصة في معاملة المرضى والمجتمع ككل، مضيفا: «لا تعارض بين القرآن وعلوم الدين من ناحية، والعلوم الدنيوية من ناحية أخرى ومنها علم الصيدلة».
وأضاف وكيل نقابة الصيادلة لـ«الوطن»: «أنا شخصيا خريج كلية الصيدلة جامعة الأزهر، وأفتخر بأنّي خريج الأزهر، تلك الجامعة التي تختص بتعليم القرآن الكريم، فقد علمونا إلى جانب العلوم الدينية العلوم الدنيوية، نحن خريجو جامعات محترمة تعلّمنا الدين والقرآن إلى جانب الصيدلية، وتعلمنا مراعاة آداب الدين وتعليماته فيما يتعلق بتعاملنا مع المرضى».
وأوضح عبدالحميد: «إبراهيم عيسى واحد مش فاهم يعني إيه القرآن بالنسبة للمسلمين، وطالب الصيدلة اللي بيتعلم قرآن طالب مكافح، بيستمد أمور دينه من كتاب الله وبيخاف ربنا وهو بيتكلم، في ناس مش فاهمة أمور الدين»، متابعا: «قد يدخل بالتعليق على حديث كهذا المتردية والنطيحة وما أكل السبع، فهناك من يتناول الموضوع كل حسب آرائه».
وأتمّ وكيل نقابة الصيادلة، قائلا إنّ «ما قاله عيسى، هو عدم فهم لأمور الدين، ولدور الصيادلة في المجتمع، فالصيدلي لا يجب أن ينفصل عن دينه»، مؤكدا: «لن نزيد في التعليق على التصريحات أكثر من ذلك، كي لا نعطي لقائلها أكثر من حجمه».
عصفور يتضامن مع إبراهيم عيسى
الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، كان له موقف مغاير لما أعلنه الدكتور أسامة الأزهري ونقابة الصيادلة، حيث أيّد تصريحات إبراهيم عيسى، قائلا لـ«الوطن» إنّ «مهنة الصيادلة أو أي مهنة تحتاج إلى خبرة، ويجب ممارستها وقراءة المراجع، وعلى المسلم أن يقرأ علوما ومراجع عن دينه، أما الذي يعمل في الصيدلية فالأولوية بالنسبة له هو البيع للناس»، متابعا: «لا أبرر ترك الصلاة وقراءة القرآن، لكن المنطق يقول ذلك، فالعمل عبادة، والطبيب لا يمكنه ترك العملية لأداء الصلاة».