«الهرابات» وسيلة أهالي سيناء لتخزين مياه الأمطار: فيها شفاء للأمراض
أحد أهالي البادية: مياه الأمطار تعالج أمراض الكلى والسكر والضغط
مناطق البادية فى سيناء
يعتمد أهالي سيناء وخصوصًا قاطني البادية أثناء فصل الشتاء وهطول الأمطار والسيول على «الهرابات» في عملية تخزين المياه من العام إلى العام، حيث يعتبرها الأهالي مخزونا إستراتيجيا مهما لهم ولأغنامهم من المياه طوال السنة.
ما هي الهرابة وكيف يتم تصميمها
يقول الحاج محمد سواركة، أحد سكان قرية الجورة جنوب الشيخ زويد، في تصريحات لـ«الوطن»، إن الهرابة عبارة عن غرفة أسمنتية محكمة، ولكنها تكون تحت الأرض وليس فوق الأرض.
وتابع: «الهرابة يتم تصميمها بما يشبه البئر، ولكنها ليست دائرية تكون مربعة أو مستطيلة بحسب الحاجة، ويتم بناؤها بطوب مخصص يتم تصميمه مسبقا، وتكون اللبنات من الأسمنت الخالص وليس مضافا عليه رمال، ويبنى بشكل عادي، ثم يتم محارته، وتكون الأرضية كما يقال «إسمل» من الأسمنت الخالص أو ما يسمى الباطون وكذلك السقف، ويصمم لها فتحتين فقط، واحدة قطرها 50 سم في 50 سم ويكون لها باب حديدي محكم بقفل أو رباط حتى لا يعبث فيه الأطفال، والفتحة الثانية على أحد نواحيها من فوق وتكون عليها شباك حديدي ويتجمع منها سيل الأمطار لدخول الهرابة إلى العمق.
مساحة الهرابة وأماكن تصميمها الهندسي
وقال سعيد زايد أحد المهتمين من أهالي رفح، عادة تكون مساحة الهرابة 4 م في 6 م، وهناك من يصممها أكثر بحيث تكون 6 م عرض في 6م طول؛ ولكن العمق للهرابة يكون ما بين 3 إلى 6 أمتار، ونادرا ما يكون أكثر من ذلك.
وأضاف «زايد» في تصريحات لـ«الوطن»، أن المكان الذي يتم تشييد الهرابة فيه يكون في منطقة منخفظة، تكون مجرى الماء وتجمعه، وعادة تكون في منطقة طينية، وفي حال أن تكون الأرض رملية، يتم عمل مساحة من أمتار حول الهرابة، بحيث يتم رصفها بالكامل بالأسمنت بقشرة بسيطة بشكل توازني، حيث تكون منطقة الهرابة هي المنطقة المنخفضة، لكي يجرى الماء إلى داخل الهرابة، لكى تمتلئ بالمياه سريعًا، وعادة تمتلئ خلال يومين من الأمطار الجيدة، ويتم غلقها بشكل محكم بعد ذلك.
احتياجات الهرابات وضرورياتها بأماكن البادية
من ناحيته، قال عبد القادر محمد من أهالي الشيخ زويد أن أهالي البادية تحديدًا يقومون بشرب مياه الأمطار بعد تخزينها من العام للعام، وأيضا أن مياه الهرابة تكفي الأسرة لاستخدامها في الشراب وطهي الطعام وسقي الأغنام لمدة عام كامل وربما أكثر.
وتابع «وذلك بحسب اتساعها، فأن استخدامات الهرابات متنوعة، منهم من يصممها لتخزين المياه بشكل احتياطي حال تعذر الحصول على مياه شرب، وتكون هرابته صغيرة، ومنهم من يريدها للاستخدام لجميع الأغراض، ويكون صمم هرابته بشكل كبير، وبتكاليف أكبر، فأن متوسط عمل الهرابة كان منذ عامين 10 آلاف جنيه للمتوسطة، يزيد وينقص بحسب الحجم، وبحسب ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت والأيدى العاملة».
وكشف الشيخ محمد عرفات، أن مياه الأمطار فيها شفاء للأمراض، مثل أمراض الكلى والسكر والضغط، فأنها مياه عذبة صافية نظيفة مباركة شرب منها رسول الله وصحابته وأوصى بشربها.