«شيماء» أصغر سيدة أعمال بالمنيا مشروعها بدأ من منزل وتحول لسلسلة مطاعم
«شيماء» أم لطفلين اقتحمت مجال المطبخ وعمرها 16 عاما
الشيف شيماء شكل
اهتمت بدراستها، وقبل أن تتخرج من كلية السياحة والفنادق طبقت جميع المحاضرات التي تلقتها نظريا وعمليا بحرم جامعة المنيا، داخل منزلها المتواضع، أخفقت تارة وتفوقت تارة أخرى، حتى تغلبت على جميع الصعوبات التي واجهت مشروعها الصغير القائم على إعداد أشهى المأكولات الشرقية والغربية داخل مطبخ صغير، بالاستعانة بأشقائها التوأم، لتعرض منتجاتها «أون لاين»، عبر مواقع التواصل حتى ذاع صيتها، بعدما نجحت تدريجيا في افتتاح مطعم تلو الآخر لتمتلك سلسلة مطاعم هي الأشهر بالمنيا، جعلت منها أصغر سيدة أعمال في عروس الصعيد، مازالت تعمل بيدها رغم النجاح المبهر الذي حققته بكد وشقاء لأنها تعشق العمل والاجتهاد والاعتماد على النفس، وهي الصفات التي جعلت منها نموذجا مضيئا لشابة طموحة.
«شيماء» أم لطفلين اقتحمت مجال المطبخ وعمرها 16 عاما
تحكي «شيماء شكل»، لـ «الوطن»، قصة كفاحها وتجربتها الطويلة التي كللتها بالنجاح والتميز قائلة إن عمرها 30 عاما، وهي أم لطفلين، تخرجت في كلية السياحة والفنادق بالمنيا، وقبل التحاقها بالجامعة كانت تدرس بالمدرسة الفنية للشؤون الفندقية والخدمات السياحية «شعبة مطبخ»، وبدأت تقتحم مجال العمل حينما كان عمرها 16 عاما، حيث بدأت التدريب في مجموعة من الفنادق والمطاعم، ثم أقامت مشروعا صغيرا عبارة عن تحضير مأكولات مختلفة داخل منزلها وتسويقها عبر منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وبعدها استأجرت ركنا بأحد الأندية، واستعانت بأشقائها التوأم «بنتين وولد»، والذين يعملون في نفس المجال، عقب وفاة والدهم وقيام الأم برعايتهم، ثم بدأ نشاطها يزدهر وينمو تدريجيا لتفتتح مجموعة من المطاعم هي الأكبر والأشهر في المنيا.
وأضافت «شيماء»، أن البداية كانت بمحل صغير للوجبات السريعة «الفاست فود»، وقتها أنهت الإجراءات بنفسها لاستخراج السجل التجاري والبطاقة الضريبية والرخصة وشهادات صحية للعاملين، وكان الموظفون يندهشون من كونها بنت صغيرة لم يتجاوز عمرها العشرين عاما حينذاك، تترد على المصالح الحكومية بمفردها لإنهاء الأوراق، وكانوا يقدمون الدعم لها تشجيعا وتقديرا لطموحها وسعيها الجاد من أجل العمل.
أوضحت «شيماء»، أنها تقدم مأكولات إيطالية ومكسيكية وشرقية وآسيوية، وأعجب زبائنها بالفطائر والبيتزا والآكلات الغربية، وبالدراسة بدأت عمل آكلات «مكس» مختلطة بين الشرقي والغربي، نالت إعجاب الجميع، ونصحت الشباب الطموح الشغوف بالعمل، بالتحلي بالعزيمة وألا يصابوا بالإحباط من الإخفاقات التي قد تظهر في البدايات، ويفكرون في طرق للتغلب عليها، وأن يكون لديهم يقين وثقة في عون الله.
250 فردا عدد العاملين بسلسلة مطاعم أشهر شيف بالمنيا
تقول «شيماء»، إنها تعتمد علي شباب أعمارهم متفاوتة يساعدوها في العمل، ويبلغ عددهم نحو 250 فردا، بينهم طلاب يدرسون بمراحل تعليم مختلفة، وتقدم مشورات وخبرات للراغبين في إقامة مشروعات مماثلة خاصة الذين يدرسون بكليات ومدارس فندقية ويرغبون في التدريب، لأنها تحب مساعدة الغير، وتطمح في تنفيذ مبادرة إنشاء شركة لإدارة الموارد البشرية وتأهيل الشباب لسوق العمل وتوظيفهم وتشجيعهم علي البداية من نقطة الصفر، ولفتت أنها تلقت عروضا من جمعيات وبنوك للحصول علي قروض لتنمية مشروعاتها ورفضت لأنها تشكل أعباء مالية على المشروعات الصغيرة، حيث نجحت في تنمية مواردها المالية من خلال التفاني والإخلاص في العمل، وأكدت أنها مازالت تعمل بمطابخ مطاعمها، لأنها تحب العمل وتعتز بهويتها كـ «شيف»، ولاتستطيع الاستغناء عنها، لأنها ضمانة للاستمرارية والنجاح والتميز.