أزهري يحذر من ضرب الأطفال ويوضح البدائل للعقاب: الحوار هو الحل
ضرب الأطفال
يلجأ العديد من أولياء الأمور والمربين إلى استخدام الضرب من أجل عقاب أبنائهم، وهو ما يطرح سؤالا مهما حول حقيقة الضرب في الإسلام وهل من ضمن عقاب الأطفال في الإسلام الضرب؟، وهو ما نوضحه في هذه السطور.
حقيقة الضرب في الإسلام
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن تربية الأطفال مهمة من أعظم المهمات التي تقع على عاتق الآباء والأمهات والمربين والمعلمين، وتواجه العديد من الصعوبات، وتشتد صعوبتها جيل بعد جيل، وإذا رجعنا للوراء قليلا في جيلي مثلا والجيل الذي سبقني، نجد أن المهمة كانت أيسر بكثير منها الآن، رغم ارتفاع نسب التعليم والمعلومات والمعارف والدورات التربوية.
وتابع «الصاوي»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الأجيال السابقة كانت المنهجية العامة للتربية الأسرية واضحة ومصادر التربية، وكانت منظومة ثلاثية تقريبا الأب وإمام المسجد والمعلم في المدرسة أو المعهد هؤلاء هم ملوك التربية والثقافة.
وأشار أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر إلى أن الضرب لا يصلح كوسيلة للتربية، وليس وسيلة لعلاج كل الأخطاء، كما أنه لا بد من النظر في أسباب وبواعث الخطأ، فقد يكون سببه فكرة خاطئة أو معلومة خطأ، وفي هذه المشكلة يكون الحوار المقنع الهادئ الودود الحنون هو الحل.
وأوضح أن من يلاحظ البيان النبوي، فإن الشريعة تراعي هذه المسألة بشكل واضح، فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال «مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع» نلاحظ التدرج في التربية والحوار والنصح والتوجيه، بعد ثلاث سنوات كاملة من الإقناع والتحفيز وبعد توجيه الأمر بكل ود ومحبة ليس مرة واحدة.
وأكد أن الأمر إذا وصل إلى الضرب فلا بد من مراعاة هذه القاعدة، أن الضرب للتأديب كالملح الطعام قليله يصلح الطعام فإن زاد أفسد الطعام كذلك الضرب عند الضرورة وبحده الأدنى يصلح الصبي.
بدائل عن الضرب
واستكمل: «لا بد من الشرح المستمر لتوضيح الصواب والسلوك الصحيح والخطأ والفرق بينهما، واستخدام سياسة الثواب والعقاب عن طريق التحفيز والمكافئة والحرمان من التحفيز، ولا بد من مراقبة دائمة على تصرفاتهم الجيدة أمام إخوتهم وزملائهم، ولا يصح تعنيفهم أمام الآخرين، خلوا المكافأة جماعية أمام الجميع والعقاب خليه فردي».