هاني شاكر غنى «روحوله المدينة» وجرَّد مصر من ريادتها للفن.. فهل يحيل نفسه للتحقيق؟
خالد فرج
لا أحد ينكر حجم جماهيرية وشعبية أمير الغناء العربي هاني شاكر في قلوب محبيه من مختلف الأوطان العربية، وعلى رأسهم كاتب هذا المقال، الذي يكن كل الاحترام والتقدير والمحبة للفنان الكبير ومشواره الغنائي، لكني أتحدث هنا عن نقيب المهن الموسيقية، الذي ترشح طواعية لهذا المنصب قبل أعوام، وقبِل أن يكون عُرضة للنقد بحكم منصبه بل ومطالب بالرد عليه إذا أراد.
بداية لا صوت يعلو حاليًا فوق قرار نقابة المهن الموسيقية، بإحالة المطرب عمر كمال للتحقيق بتهمة الإساءة لمصر، ونيله من قداسة الوطن على خلفية تعليق منسوب للأخير عبر مواقع التواصل الاجتماعي نصها «أنا واقف على أرض طاهرة»، التي جاءت رداً منه -حسبما جاء في البيان- على سبب استبداله جملة «خمور وحشيش» بـ«تمور وحليب» أثناء غنائه لأغنية «بنت الجيران» في المملكة العربية السعودية.
اللافت في الأمر أن "كمال" لم يذكر كلمة «مصر» في تعليقه المنسوب إليه، الذي تبرّأ منه في تصريحاته التي دافع فيها عن نفسه، ومن ثم إذا افترضنا صحة التعليق المنسوب للمطرب الشاب، فما الذي يسيء فيه إلى مصر؟ وهنا لا بد أن أعود بالزمن إلى عامين بالضبط، حيث أحيا هاني شاكر حفلاً في مدينة جدة عام 2019، وقال لجمهوره من فوق خشبة المسرح: «لازم أشكر المجهود الرائع اللي بيحصل في المملكة، بجد السعودية تستاهل كل الخير كل الحب كل الثقافة كل الفن».
فإذا تعاملنا مع كلام هاني شاكر بالمنطق ذاته، الذي تعاملت به «الموسيقيين» مع تعليق عمر كمال، فهذا لا يعني سوى أن النقيب جرد مصر من ريادتها للفن ومنحه للسعودية، وهو بالتأكيد أمر غير صحيح، ولم يقصده هاني شاكر من قريب أو بعيد، وعليه فلابد من التعامل مع أزمة عمر كمال بالطريقة ذاتها، على الرغم من إنكار الأخير كتابته لهذا التعليق.
أما إذا كانت الأزمة في استبدال عمر كمال لـ«خمور وحشيش» بـ«تمور وحليب»، فلابد أن أذكر الفنان الكبير هاني شاكر أنه سبق وغنى أغنية «أبو عيون جريئة»، بكلمات «روحوله المدينة»، التي كانت في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في مقابلة تليفزيونية أجريت معه، فهل يحيل نفسه للتحقيق بأثر رجعي؟