شوقي علام: نستقبل 4 آلاف فتوى يوميا.. ونجيب عن تساؤلات المسلمين في كل مكان
مفتى الجمهورية
أكَّد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، اليوم، عمق العلاقات والامتداد التاريخي لمصر مع دول حوض النيل، كما استعرض تاريخ نشأة دار الإفتاء المصرية، ومجهوداتها في إصدار الفتاوى، مشيرًا إلى أنها تستقبل يوميًّا ما يتراوح بين 3500 و4000 فتوى، تعالج كافة مناحي الحياة، وتجيب عن تساؤلات المسلمين في كل مكان.
جاء ذلك خلال استقبال مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مؤمن حسن بري، وزير الشئون الإسلامية والأوقاف الجيبوتي؛ لبحث سبل تعزيز التعاون الإفتائي والديني بين دار الإفتاء وجيبوتي.
وخلال اللقاء، عرض المفتي، المهام التي تقوم بها إدارات الدار المختلفة لتطوير العمل الإفتائي، وضبط الفتوى، وتقديم صحيح الدين للناس، وكذلك توسع الدار في إنشاء الكثير من الإدارات المختصة بشئون الفتوى منذ عام 2013، بهدف تطوير الخدمات الإفتائية مثل: إدارة الفتوى المكتوبة والشفوية والإلكترونية، وغيرها.
التحول الرقمي بدار الإفتاء
وأشار إلى اتباع الدار نهج التحول الرقمي، والاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة، بهدف إثراء العمل الإفتائي ومواكبة التطورات الحادثة على مستوى العالم، وأطلقت الدار تطبيقًا إلكترونيًّا للهواتف الذكية، وتوسعت في الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتخاطب كافة فئات المسلمين حول العالم.
كما أكد المفتي، اهتمام الدار بعملية التدريب والتأهيل الإفتائي، من خلال انتقاء أوائل الكليات الشرعية بعد تخرجهم، وتدريبهم على مهارات الفتوى لمدة تصل إلى عام ونصف العام حتى يصبحوا مؤهلين بشكل تام لممارسة مهمة الإفتاء.
وتناول اللقاء أيضًا، الحديث عن آليات عمل مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة الذي أنشأته الدار عام 2014م، كونه أداة رصدية وبحثية مهمة لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى، موضحًا أن المرصد أصدر ما يزيد عن 600 تقرير حتى الآن، بعضها أصبح مثار اهتمام مراكز الأبحاث العالمية، ويقدم المرصد الدعم العملي والفني والشرعي اللازم لتمكين المؤسسة الإفتائية من تحديد الظاهرة وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة.
وفي سياق متصل، تطرق المفتي للحديث عن إنشاء الدار للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عام 2015؛ لخدمة قضايا الإسلام والمسلمين حول العالم، لافتًا إلى أن عدد أعضائها ناهز 70 دولة، وتقوم بتنظيم مؤتمر سنوي لمناقشة القضايا المعاصرة.
كما تحدث عن إسهامات الأمانة في الحقل الإفتائي، وكيف يتم من خلالها تنفيذ الاستراتيجية الخاصة بمواجهة التطرف والعنف والأفكار التكفيرية وَفق عدد من الأطر والبرامج، موضحًا أن الأمانة شرعت في إنشاء مجموعة من المراصد البحثية والإصدارات المرجعية، فضلًا عن المطبوعات التي أَثْرَتْ بشكل كبير العمل الإفتائي خلال السنوات القليلة الماضية، من بينها موسوعة المعلمة المصرية لعلوم الإفتاء التي صدرت في 20 مجلدًا، ومن المتوقع وصولها إلى 60 مجلدًا، والدليل المرجعي لمواجهة التطرف، وكتاب التأسلم السياسي.
وفى نهاية اللقاء، أبدى المفتي استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في جيبوتي، وكذلك تدريب المفتين على مهارات الإفتاء، وأيضًا إدارة المؤسسات الإفتائية والتطوير والتحول الرقمي.
تعزيز التعاون الإفتائي مع دار الإفتاء المصرية
ومن جانبه، أكد وزير الشئون الإسلامية والأوقاف الجيبوتي مؤمن حسن بري، ضرورة تجديد وتطوير المؤسسات الإفتائية والدينية لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة التي يعتمد عليها الشباب.
وأبدى الوزير تطلعه إلى تعزيز التعاون الإفتائي مع دار الإفتاء المصرية، والاستفادة من خبراتها في إدارة المؤسسات الإفتائية والتطوير التكنولوجي لها، وتدريب الأئمة على مهارات الإفتاء ومواجهة التطرف.