واقعة اختراق إلكتروني كبيرة تعرض لها أحد البنوك ببنجلاديش، قبل حوالي 5 سنوات، ورغم ذلك ما زالت تصنف على أنها أغرب واقعة في ملفات الهاكرز، بعدما نتج عنه سرقة مليار دولار، خاصة أن السبب في اكتشافها كان تعطل إحدى طابعات هذا البنك.
الواقعة تعود لشهر فبراير من عام 2016، وبالتحديد صباح الأحد الأول من هذا الشهر، حينما قرر مدير البنك المركزي ببنجلاديش، وخلال تواجده بمكتبه مثل كل يوم بعد عودته من إجازته الأسبوعية، أن يتوجه إلى مكتب المحاسبات والميزانية بشكل مفاجئ، على الرغم من أن هذا المكان محظور دخوله على غالبية موظفي البنك، وفق ما يرويه الدكتور محمد الجندي، خبير أمن المعلومات.
إصلاح الطابعة كشف الكارثة
وفي طريقه إلى هذا المكتب لاحظ تجمع عدد من الفنيين أمام الطابعة الخاصة بالبنك، يحاولون إصلاحها من الأعطال التي لحقت بها وجعلتها لا تعمل حتى الخميس نهاية الأسبوع الذي سبق الواقعة، خاصة أن تلك الواقعة على اتصال بنظام سويفت الإلكتروني الخاص بالتحويلات البنكية، ومن المفترض أن تظل تعمل طوال الوقت بشكل تلقائي حتى تطبع التقارير البنكية الخاصة بالتحويلات المالية لحظيًا، لكن حين ذهب مدير البنك إلى هذا القسم لم يجدها تعمل، قبل أن ينجح الفنيون في إصلاحها وهو واقف إلى جوارهم.
وفي تلك اللحظة تعرف مدير البنك على الكارثة التي حدثت، بعدما بدأت الطابعة في طبع التحويلات التي تمت بالبنك مساء الخميس، ويكمل «الجندي»، حكايته في حديث تليفزيوني مع قناة «القاهرة والناس»: «وبدأت الطابعة يخرج منها ورق كتير، بيقول أن في تحويلات كبيرة جدا بملايين الدولارات تمت من البنك، إلى بنوك في دول تانية»، كما أن تلك الأوراق التي تكشف قيمة التحويلات، أصابت مدير البنك بصعقة كبيرة، بعدما اكتشف أن إجمالي قيمة التحويلات يصل إلى مليار دولار وأكثر.
خبير أمن المعلومات: الهاكرز اختاروا يوم الخميس بالأخص لتنفيذ سرقتهم
غرائب الواقعة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث يوضح «الجندي»، أن واقعة الاختراق الإلكتروني تلك، بدايتها كانت قبل 9 شهور من اكتشافها، بعدما فتح مجموعة من الناس حسابات بأحد البنوك في دولة الفلبين، وبعد فترة قصيرة اختفى هؤلاء الأشخاص دون أن يعرف أحد شيئا عنهم، في الوقت الذي استقبل فيه أحد موظفي البنوك رابطا إلكترونيا يحمل فيروسا، وفتحه، وهو ما أعطى فرصة للهاكرز في الولوج إلى النظام الإلتكروني الخاص بهذا البنك، وفي مقدمة ذلك نظام سويفت الخاص بالتحويلات، لتبدأ عمليات سرقة البنك وتحويل مبالغ طائلة منه إلى حسابات عدد من الأشخاص المجهولين البنكية حول العالم وبينهم الحسابات التي فتحت قبل شهور بالفلبين.
واختار الهاكرز لتلك العمليات يوم الخميس بالأخص، كونه آخر أيام الأسبوع بالنسبة لدولة بنجلاديش، وعدد كبير من موظفي البنك يتركون العمل قبل ساعات من موعد نهايته، قبل أن يعملوا على تعطيل الطابعة عن العمل، باستخدام نفس الفيروس الذي استقبله أحد موظفي البنك.
تعليقات الفيسبوك