سر تورط إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر.. «الخوف من عبدالناصر»

سر تورط إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر.. «الخوف من عبدالناصر»
عرضت قناة «dmc»، الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي «العدوان الثلاثي»، استعرضت فيه قصة سعي إسرائيل للتحالف مع بريطانيا وفرنسا ضد مصر عام 1956 بسبب مخاوفها من وجود زعيم مثل جمال عبد الناصر في المنطقة.
وكانت دولة الاحتلال تنتظر أن تقع مصر لتنقضّ وتأكل منها كآكل جيف، ولم تفلح محاولاتها السابقة إبان عام 1965 في الإجهاز على مصر، فسعت بقيادة ديفيد بن جوريون للتآمر ضدها، وفي هذا الإطار ذكر الدكتور أحمد فؤاد أنور أستاذ الدراسات الاسرائيلية بجامعة الإسكندرية، أن الاحتلال استقبل إعلان تأميم قناة السويس بانزعاج مماثل لما اعتراها عندما انسحبت القوات البريطانية من مصر.
تأميم القناة لم يكن شاغل إسرائيل الأول
من جهته، قال دكتور سكوت لوكاس، أستاذ السياسة الدولية بجامعة برمنجهام، إن دولة الاحتلال لم يكن شاغلها الأهم هو تأميم قناة السويس، لأن ذلك كان شأنا «فرنسيا - بريطانيا»، وكان عدوها الأول في المنطقة جمال عبدالناصر، إذ انهارت احتمالية «عِش ودع الآخر يعيش» منذ مارس 1956.
ولفت، إلى أن تل أبيب عمدت إلى تحجيم «ناصر»، من خلال جهود دبلوماسية وعسكرية، بالشكل الذي تكون متأكدة فيه من أنها مسلحة بشكل أفضل مما كان عليه عبدالناصر.
رغبة فرنسية في إجهاض التأميم
وأشار الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن فرنسا كان لديها رغبة في إسقاط التأميم وإجبار عبدالناصر على التراجع عن هذه الخطوة، كما أرادت الانتقام منه، بسبب دعم حركات التحرر الوطني، خاصة في الجزائر، وتحالفت مع دولة الاحتلال بشكل كامل، ومدّت تل أبيب بتسليح قوي.
صفقة السلاح
وأوضح، أن حصول مصر على صفقة الأسلحة التشيكية كان كابوسا للجانب الإسرائيلي، ولفت الخبير العسكري إلى أن الخبراء قدّروا وقتها أن مصر ستكون في حاجة لفترة زمنية تتراوح بين سنة ونصف، وسنتين من بدء وصول الصفقة حتى تستوعب وتتدرب على السلاح التشيكي، وبالتالي فإن أكتوبر 1956 كان توقيتا مثاليا لدولة الاحتلال لشن الهجوم.
ولم تكن إسرائيل حليفا تقليديا لإنجلترا، وكانت قريبة للغاية من فرنسا، لكنها تهدد العلاقات البريطانية في الشرق الأوسط، وتشير الوثائق إلى تخوف بريطاني واضح من تحرك إسرائيلي يزعزع الأمن في الأردن الحليف الأهم في قلب الوطن العربي.
وحملت إحدى وثائق وزارة الدفاع البريطانية تخوفا من التدخل الإسرائيلي في الأردن، وكيف سيكون رد فعل بريطانيا على هذا الأمر.
وأشار دكتور سكوت لوكاس، أستاذ السياسة الدولية بجامعة برمنجهام، إلى وجود قلق واضح من دولة الاحتلال لديها أطماع في التوسع، وهذا من شأنه أن يضعها في مواجهة دول مثل الأردن التي كان لبريطانيا نفوذ كبير بها، وفي عام 1956 بدأت إسرائيل في إثارة الضجيج بأنها ستتحرك إلى الضفة الغربية وتحتلها بالقوة العسكرية.