فيلم العدوان الثلاثي.. عندما ظهرت قوة «عبدالناصر» وتحولت أيام «إيدن» إلى جحيم
الاتحاد السوفيتي هدد بضرب بريطانيا وفرنسا.. وأمريكا ضغطت على لندن
لقطة من الفيلم
عرضت قناة dmc أمس الخميس، الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي، «العدوان الثلاثي» الذي تناول قصة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والذي أكد أن هذه الحرب شهدت بزوغ فجر المقاومة المصرية، وبزوغ قائد جديد في المنطقة وهو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
التحرك إلى مصر ليس نزهة
وكشف الفيلم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقدمت باتجاه مصر، وأعلنت كل من إنجلترا وفرنسا أن الأطراف المتحاربة يجب عليها أن تتوقف، وإلا ستتدخل الدولتان، وحينها ارتعدت إسرائيل لأنها فكرت أنه إذا دخلت إلى الأراضي المصرية وتخلت عنها الدولتان، فإن عواقب هذا الأمر ستكون كبيرة على تل أبيب.
وظنت إسرائيل أن الحرب ستكون نزهة عسكرية، إلا أن الحرب كانت صعبة ولم يتخيلها موشي ديان ولا حتى في أسوأ خيالاته، حيث قاتل الجنود المصريين قتالا شرسًا، وأول من اعترف بذلك هو القوات الإسرائيلية بعد محاولتهم اقتحام إحدى الحاميات العسكرية لمدة أربعة أيام منذ صباح 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر ولم ينجحوا، ويقتحموا كتيبة «أبوعجيلة»، وبعدها تدخلت فرنسا وبريطانيا في الحرب.
دور الاتحاد السوفييتي وأمريكا
وكشف الفيلم أن الملاحة توقفت في قناة السويس، بسبب الحرب والتدخل البريطاني، الأمر الذي أدى إلى ردة فعل غاضبة من أعداء وحلفاء بريطانيا على حد سواء، مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي الذي هدد الدول المعتدية بإلقاء قنابل نووية، لأن الاتحاد السوفييتي لم يكن يغامر بأن يفقد مصر القوة الإقليمية البازغة، بسياستها المعارضة للغرب، وفي يوم 5 نوفمبر، هدد الاتحاد السوفييتي بإلقاء قنابل نووية على باريس ولندن.
انهيار العدوان على مصر
كما كشف الفيلم أن الرئيس الأمريكي لم يكن راضيًا على ما فعلته الدول المعتدية، وأعطى تعليمات مباشرة لبريطانيا لكي تنسحب، ومارس ضغوطًا على الجنيه الإسترليني، الأمر الذي أجبر هذه الدول على التراجع، وأن الدور العربي كان رائعًا وله أبعاد سياسية وعسكرية، وجرى تفجير خط البترول العراقي الذي ينقل الطاقة إلى أوروبا ما أدى إلى أزمة طاقة في أوروبا.
وبعد انهيار خطط الدول الثلاث، لم تسقط مصر، وتأكد الجميع أن مصر انتصرت في معركتها العسكرية، أما المعركة السياسية فكشفت أن هناك زعيمًا جديدًا في المنطقة هو الرئيس جمال عبدالناصر، وحينها سمى المصريون هذه المعركة «ملحمة» بينما أسماها البريطانيون «كارثة»، وتحولت الأيام الباقية لرئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن إلى جحيم لا يطاق.