رحلة يومية يقوم بها «أحمد» للذهاب إلى عمله في شركة توريدات كهربائية، موجودة في أحب المناطق إلى قلبه، «وسط البلد»، وخلالها يظل يتأمل البنايات القديمة وتناسق ألوانها، والطرز المعمارية المختلفة، متمنيًا توثيقها بعدسته، لعراقتها وقيمتها التراثية.
ملحمة «عمالية» لتطوير «ممر بهلر»
جلسة تصوير لأعمال التجديدات في ممر بهلر، هو الحلم الذي طالما راود أحمد عبدالحميد، 25 عاما، لتوثيق منطقة وسط البلد، ويحكي لـ«الوطن» كيف سنحت له الفرصة لإتمام جلسة التصوير: «وسط البلد أجمل المناطق التي يمكن أن يزورها شخص، لأنها زاخرة بالتفاصيل، وكانت لدي رغبة عارمة في تصويرها، لكن كان لا بد أولاً من التواصل مع مسئول، حتى لا أتعرض لمسائلة».
تواصل «أحمد» مع صاحب شركة مقاولات مسئولة عن أعمال التجديدات في الممر الشهير، وسمح لى بالوجود مع العمال، وتوثيق مراحل العمل بالصورة، وعلى الفور استعد للجلسة المنتظرة منذ زمن بعيد، وجهز أدواته.
«أحمد»: «خلّى بالك يا عبدالحميد» أكثر جملة سمعتها
يوم واحد استغرقه «أحمد» لإتمام جلسة التصوير، حيث بدأ في السابعة صباحاً، واستمر حتى الـ12 ظهرا، وحرص أولاً على استئذان العمال لتصويرهم، ورحبوا جميعا بالفكرة وتحمسوا لها.
«خلّي بالك يا عبدالحميد»، سمعها المصور الشاب كثيرا من العمال طوال جلسة التصوير، مستشعرا خوفهم عليه، إذ رافقهم في مراحل العمل المختلفة، بما تحمله من مخاطر: «الوقوف على السقالة مرعب، اكتفيت بالوقوف في الطابق الأول، ووثّقت بالعدسة متاعبهم وأيضا ابتساماتهم، التي تهون كل صعب، للانتهاء من العمل الراقي في ذلك المكان العريق».
ينوي المصور الشاب طباعة الصور وإهداءها للعمال، خاصة أن معظمهم لا يهتم بمواقع التواصل، وبالتالي لن يروا الصور على صفحته الشخصية، فضلاً عن حماسهم للصور وانتظارهم رؤيتها، وشعوره بأنها ستكون سببا في إسعادهم: «شكراً لكل عامل بيشقى ويتعب عشان يُظهر هذا الجمال».
تخرج أحمد في كلية التجارة بجامعة حلوان، وبدأ حب التصوير يبرز داخله وهو في عمر الـ16، فكان يصور ما يحلو له بالهاتف المحمول، ثم تطور الأمر وأصبح يصور بكاميرا حديثة، وحالياً يسعى إلى تطوير نفسه في مجال التصوير، رغم عمله البعيد تماما عن هذا المجال، من خلال تحديث الأدوات التي يستخدمها، والقراءة بعمق عن التصوير، لما سيكون لذلك من أثر طيب على مشواره مستقبلاً.
تعليقات الفيسبوك