أساتذة أورام: الوجبات السريعة المسبب الرئيسي لسرطان القولون فاحذروها
صورة أرشيفية
قال الدكتور سامي الخطيب، أمين عام رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان، ورئيس جمعية الأورام الأردنية، إنه وفقا للتقارير السنوية الصادرة عن كافة المنظمات والهيئات الصحية الدولية، فإن أرقام الإصابة بالأورام والأمراض السرطانية بالوطن العربي، لايزال يقع بمعدلات مطمئنة، وأقل بكثير من معدلات الإصابة في الدول الغربية والأجنبية، وهو ما يرجع إلى أن الشعوب العربية مازالت ملتزمة بأسلوب التغذية السليمة المعتمدة على تناول الخضروات والفواكه الطازجة إلى جانب تنوع الفئات العمرية بين الشعوب العربية، بعكس الغرب المعتمدين بشكل أساسي في طعامهم على الوجبات السريعة والجاهزة، وكذلك إلى جانب أن كبار العمر هي الشريحة الأكثر بين الشعوب الأجنبية.
جاء ذلك خلال اليوم الأول من وقائع المؤتمر الدولي الثالث عشر لقسم علاج الأورام بكلية الطب بجامعة أسيوط، والممتد في الفترة من 23 إلى 25 من فبراير الجاري بمدينة الأقصر، وذلك تحت رعاية الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط، ونائبه لشئون الدراسات العليا، والبحوث الدكتور أحمد المنشاوي، والدكتور علاء عطية عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية، وبرئاسة الدكتور سمير شحاتة رئيس قسم علاج الأورام والطب النووي.
رفع كفاءة شباب الأطباء
وصرح الدكتور سمير شحاتة، بأن مشاركة الدكتور سامي الخطيب، تضمنت كذلك حديثه للتعريف بدور رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان، في تنمية قدرات ومهارات أخصائيين الأورام فى الوطن العربي، والتي تتميز بعلاقاتها المتعاونة، والمتشعبة مع العديد من الجهات والمراكز الصحية العربية، وخاصة المعنية بمرضى السرطان، وفي كذلك الدول الغربية، مشيرا إلى أن الرابطة تهتم بشكل أساسي برفع كفاءة شباب الأطباء، وهو ما يجرى من خلال تنظيم عدد من المسابقات على مستوى أطباء الدول العربية، ومنح الفائزين بعثات لمدة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر، يجرى قضائها في المراكز الطبية العالمية المتقدمة بمجال علاج السرطان، لنقل تلك الخبرات المتطورة إلى عالمنا العربي.
الوجبات السريعة المسبب الرئيسي لمشاكل القولون
كما أكد الدكتور محمود عبد السلام أستاذ الأورام، في جامعة دالاهاوسي، بكندا، أن أمراض سرطان القولون، فيما قبل كانت تصيب الفئة العمرية فوق 50 عاما، وهو ما تغير بانتقال الإصابة إلى الفئات العمرية الأقل بين أعمار الثلاثينات والأربعينات على مستوى العالم، مشيرا إلى ارتباطه بشكل كبير بمدى انتشار المدنية في المجتمع، واعتماد الأفراد في المجتمع على الوجبات الجاهزة والسريعة والأكلات غير الصحية، وهى المسبب الرئيسي لمشاكل القولون والتي تتضمن ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان القولون في سن صغير بين الشباب، مؤكدا على ضرورة توعية الرأى العام بأهمية الالتزام بنظام حياة صحي قائم على التركيز على تناول الخضروات والفاكهة بشكل أساسي في غذائه، مع التقليل من تناول اللحوم الحمراء، ولا تزيد عن مرتين أسبوعيا، مع زيادة الاعتماد على اللحوم البيضاء، والموجودة في الأسماك والطيور.
ونصح بتجنب تناول الوجبات السريعة، وما بها من ارتفاع نسب الدهون والسعرات الحرارية، والإقلاع عن التدخين مع ضرورة التخلص من السمنة والحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة وشرب المياه بكثرة، مضيفا أن الالتزام بنظام حياة صحي من شأنه خفض نسب الإصابة بالأورام بصفة عامة، وبسرطان القولون بصفة خاصة، والتي يخفض نسب الإصابة إلى نحو أكثر من 30% مقارنة بالظروف المعيشية المغايرة.
كما تحدث الدكتور محمود عبد السلام، في محاضرة علمية عن استخدام العلاج المناعي في علاج سرطان القولون، كخط علاج أول للمصابين بالمرحلة الرابعة من سرطان القولون المنتشر، والذي أثبتت الدراسات الحديثة أنه يقع بسبب عطل بعض الجينات عن إصلاح أي خلل في النظام الجينىي خلال تكاثرها، وهو ما يكون بنسبة من 3 إلى 5% سبب في الإصابة بسرطان القولون، وهو ما يلائمهم بشكل كبير العلاج المناعي أكثر من العلاج الإشعاعي.
إحراق الورم دون الحاجة إلى عملية استئصال
ومن جانبه أشاد الدكتور مصطفى هاشم، رئيس قسم الأشعة التشخيصية بالتجربة المصرية، في القضاء على مرض فيروس سي، وهو ما كان سببا كبيرا في تقليل الإصابة بأورام الكبد الأولية، مشيرا إلى أن ذلك النوع من الأورام يصيب 10% من المرضى المصابين بالفيروس، وأوضح الدكتور مصطفى هاشم أن البرتوكول الجديد المطبق في علاج الإصابة بأورام الكبد الأولية يعتمد على أكثر من تخصص طبي، إذ يجرى العلاج عن طريق فريق طبي متكامل من أساتذة الأشعة التشخيصية والجهاز الهضمي وأساتذة الأورام، وثبت نجاح الأشعة التشخيصية في علاج ذلك النوع سواء بالحقن عن طريق القسطرة، أو التردد الحراري عن طريق الجلد، وهو ما قلل اللجوء إلى التدخل الجراحي، بعد ما أمكن استخدام كي الورم وإحراقه دون الحاجة إلى عملية استئصال.
و كما أشار الدكتور سمير شحاتة إلى محاضرة الدكتور جمال فتحي استشاري أمراض الدم وزرع النخاع بمعهد ناصر، والذي تناول مزايا العلاج الموجه في علاج أورام الجهاز الليمفاوي، والذي يستهدف الخلايا المصابة فقط، وما يميزه فاعلية أكبر ونتائج أفضل وسلبيات أقل في ظل المضاعفات والصعوبات الناجمة من استخدام العلاج الكيماوي، والذي لا يستهدف الخلايا المصابة فقط، مشيرا إلى أن العلاج الموجه أصبح يستخدم كخط أول في العلاج، وليس في حالات الارتداد فقط، مشيرا إلى أن الاستعداد الجيني هو أحد مسببات الإصابة بأورام الدم، منوها بأن معظم الأدوية العالمية المستخدمة في الدول الأجنبية، أصبحت متاحة داخل السوق المصري، ويجرى صرفها كذلك في المستشفيات الحكومية.