أستاذ لغات شرقية: العالم عرف طاغور بالصدفة.. والإنسانية جعلته شاعرا عالميا
الدكتورة رانيا فوزي
قالت الدكتورة رانيا فوزي، رئيس قسم اللغات الشرقية، بكلية الآداب في جامعة عين شمس، إن الشاعر الهندي طاغور كان من أسرة برهمية، إذ أن طبقة البراهمة في العقيدة الهندوسية هي أعلى طبقة في المجتمع، وبالتالي فإنه كان ينحدر من أسرة ثرية ماديا وفكريا.
وأضافت رئيس قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب في جامعة عين شمس خلال حوارها مع الإعلامية قصواء الخلالي، في حلقة اليوم، من برنامج «في مساء مع قصواء»، على قناة CBC: «كان لديه 12 شقيقا وشقيقة، وهو أصغرهم، وكانت الأسرة كلها عبارة عن شعراء وفنانين، ووالده كان مصلحا عظيما، وأحد مؤسسي براهمو ساماج، وهي جماعة إصلاحية ظهرت في القرن التاسع عشر لإصلاح الأحوال في الهند، التي كانت تقع تحت براثن الاحتلال الإنجليزي».
لماذا لم يستكمل طاغور دراسته؟
وتابعت «فوزي» أنه لم يستكمل دراسته، فقد كان يهرب من المدرسة، وكتب أول ديوان وهو في السادسة عشرة من عمره، ولم يكن يحب القيود، وكان متحررا، وبالتالي فإن المدرسة كانت قيدا بالنسبة إليه، وسيجبره على القراءة في مجالات محددة، واستطاع والده أن يتعاقد مع مدرس على تعليمه في المنزل.
وأشارت إلى أنه قرأ في شتى المعارف الهندية، فهي حضارة مقدسة، إذ قرأ الكتب المقدسة في العقيدة الهندوسية، وقرأ ملحمتين كبيرتين تناظران الإلياذة والأوديسة في الحضارة اليونانية، وقرأ لكبار الشعراء والفلسفة والتصوف، واتخذ خطا متفردا لنفسه استقاه من العقائد الهندوسية، ومن التنوع والثراء الثقافي في شبه القارة الهندية.
أول شخص غير غربي يحصل على جائزة نوبل
وأوضحت أن طاغور هو شاعر الإنسانية، وكان يقدم أفكارا تتعلق بحب الإنسان، وكانت آخر كلماته قبل وفاته بشهور قليلة عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية، أنه لم يفقد أمله في الإنسان رغم الحروب والصراعات.
وتابعت: «نستلهم كلمات طاغور وحكمه وحبه للإنسانية على مر العصور، وهو ما جعله شاعرا عالميا ليس قاصرا على الهند فقط، ومعرفة العالم به جاءت عن طريق الصدفة، عندما تم ترجمة ديوانه الشعري قربان الأغاني إلى اللغة الإنجليزية، فبدأ الناس يعرفونه عن كثب، وكان أول شخص غير غربي يحصل على جائزة نوبل عام 1913».
واختتمت: «ترجمة هذا الديوان إلى اللغة الإنجليزية جاءت عبر الصدفة، فقد كان مسافرا للمرة الثانية إلى انجلترا مع نجله، وكان السفر عن طريق البحر حينذاك، وكان كتابه مكتوبا باللغة البنغالية -لغته الأم- ولكي يسلي وقته بدأ في ترجمة هذا الديوان إلى اللغة الإنجليزية، وعندما وصل إنجلترا قابل أحد أصدقائه الإنجليز الذي قرأ الترجمة فشعر بإعجاب شديد به وعرض عليه نشره، وبالفعل تم نشرها في إنجلترا، ومن هنا بدأت سلسلة النشر وترجمة أعماله إلى الروسية والفرنسية، وبدأ العالم كله يعرف فلسفته في الحب والتصوف».