المدير الإقليمى لـ«الصحة العالمية»: انخفاض الإصابات بفيروس «كورونا» 33% واستقرار معدل الوفيات.. وسلالة «أوميكرون الجديد» لم يظهر فى «شرق المتوسط»
د. أحمد المنظرى
ما آخر مستجدات الوضع الوبائى لشرق المتوسط؟
- اعتباراً من 28 فبراير 2022، أبلغ إقليم شرق المتوسط عن قرابة 21 مليون حالة إصابة مؤكدة بـ«كورونا»، وأكثر من 330 ألف حالة وفاة، وخلال الأسبوع الماضى، تم الإبلاغ عن إجمالى 471982 حالة إصابة جديدة، و3265 حالة وفاة، وبالمقارنة مع الأسبوع السابق عليه، كان هناك انخفاض فى عدد الحالات المُبلَّغ عنها بنسبة 33%، وانخفاض فى الاختبارات التى تم إجراؤها بنسبة 18%، مع استقرار فى عدد الوفيات المُبلَّغ عنها حديثاً فى الإقليم بصفة عامة.
هل سجل الإقليم إصابات بمتحور أوميكرون «BA»؟
- كما نعلم، يسود حالياً متحور أوميكرون عالمياً، ويتم اكتشافه الآن فى جميع البلدان تقريباً، وتتفرع منه سلالات فرعية أو أنساب هى BA.1 وBA.2 وBA.3، وجميعها تخضع لمراقبة منظمة الصحة العالمية تحت مظلة «أوميكرون»، وداخل «أوميكرون» شهدنا زيادة تناسبية فى متواليات BA.2، مقارنة بالسلالات الفرعية الأخرى، ولكن لم تبلغ بلدان الإقليم حتى الآن عن ظهور أى من هذه السلالات الفرعية، وربما يعود ذلك إلى أن نظام الإبلاغ لا يسجل الحالات بالدقة الكاملة ويكتفى بتسجيل الإصابات بـ«أوميكرون» كمظلة عامة دون تحديد السلالات الفرعية منه، وتوصى منظمة الصحة العالمية بإعطاء الأولوية للتقصى حول خصائص BA.2، وينبغى على الدول الأعضاء تحليله بشكل مستقل عن الدراسات التى أُجريت على غيره من السلالات الفرعية.
ما سبب زيادة وفيات «كورونا» فى بعض الدول؟
- إذا كنا نتحدث عن دول الإقليم، فهناك حالة استقرار فى عدد الوفيات، ولم تسجل زيادة فى الأسابيع القليلة الماضية، وبدأ اتجاه المُبلَّغ عنها فى الانخفاض فى معظم بلدان إقليم شرق المتوسط بعد الانخفاض المستمر فى الحالات المُبلَّغ عنها التى لوحظت خلال الأسابيع القليلة الماضية، ونسجل ملاحظة هنا أن عدد الاختبارات المتعلقة بـ«كورونا» قد انخفض فى نفس المدة، وربما كان لذلك تأثير فى اكتشاف الحالات.
د. أحمد المنظرى: قرار تقليل العزل الصحى فى مصر متوقف على تقييمها للوضع الوبائى
مصر قللت مدة العزل الصحى للحالات البسيطة والمتوسطة.. ما رأى المنظمة بشأن هذا القرار؟
- تقدم منظمة الصحة العالمية إرشادات مؤقتة إضافية بشأن تتبع المخالطين والحجر الصحى فى سياق المستويات العالية للغاية لانتشار متحور أوميكرون المثير للقلق، وقد يلزم تعديل سياسات الحجر الصحى وتعقب المخالطين فى الأماكن التى توجد بها زيادة مفاجئة فى حالة تعرض الخدمات الأساسية للضغط، ويمكن تقصير مدة الحجر الصحى على سبيل المثال إلى 10 أيام دون اختبار، و7 أيام باختبار سلبى، بشرط ألا تظهر على الشخص أية أعراض، ولتفادى الزيادة فى مخاطر انتقال العدوى تنصح المنظمة الدول التى تنوى إجراء أى تعديل على سياسات تتبع المخالطين والحجر الصحى أن يتم ذلك فى ضوء تقييم وموازنة، من حيث قدرة النظام الصحى على التعامل مع أى زيادة فى الإصابات، وكذلك مناعة السكان، والاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية.
هناك دول سمحت بإقامة صلاة التراويح بالقدرة الاستيعابية الكاملة للمساجد فى رمضان.. ما تعليقك؟
- لقد مر علينا شهر رمضان مرتين خلال الجائحة، وهذه هى المرة الثالثة التى يحل فيها، ونحن نتعامل معها، وسبق أن أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيات للتعامل ليس فقط خلاله بل وجميع التجمعات الدينية والاجتماعية، ومما توصى به المنظمة أن يستند أى قرار لتقييد أو تعديل أو تأجيل أو إلغاء أو المضى فى عقد التجمعات الدينية والاجتماعية إلى عملية تقييم صارمة تستند إلى تقييم المخاطر والتخفيف من حدّتها، وينبغى أن تكون هذه القرارات جزءاً من نهج شامل تتبعه السلطات الوطنية للتصدى للجائحة، وإذا سمح للتجمعات الرمضانية بالمضى قدماً، فلا بد من تنفيذ تدابير متكاملة للتخفيف من خطر انتقال العدوى، وينبغى اعتبار السلطات الصحية الوطنية المصدر الرئيسى للمعلومات والمشورة بشأن جميع التدابير المتعلقة بـالجائحة فى سياق شهر رمضان وضمان الامتثال لهذه التدابير المقررة.
هل الحاصلون على الجرعة الثالثة بحاجة إلى جرعة رابعة وخامسة من لقاح كورونا؟
- هناك أدلة محدودة لدعم الحاجة إلى جرعات رابعة، وإذا توافرت أدلة جديدة فستقوم المنظمة بمراجعة توصياتها، وحالياً توصى بثلاث جرعات تشمل جرعتين من السلسلة الأولية، وجرعة معززة لعدد صغير من الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، ولكن بالنسبة للسكان الأوسع نطاقاً، لا يوجد دليل ثابت على الحاجة إلى ذلك، وتتمثل الأولوية العالمية فى تحقيق الحماية الكاملة للفئات ذات الأولوية القصوى فى جميع البلدان ثم الانتقال إلى الفئات ذات الأولوية المنخفضة مع تزايد الإمدادات من اللقاح، ولا ينصح بأى جرعات إضافية منشطة للفئات غير ذات الأولوية.
ما حقيقة انتشار إصابات كثيرة بين الأطفال بمتحور أوميكرون؟
- «أوميكرون»، ومن قبله متحور دلتا، تسببا فى اتساع رقعة انتشار الفيروس، ومن ثم زيادة أعداد الحالات، ومع هذه الزيادة فى الأعداد الكلية زاد عدد المصابين من الأطفال عما كان عليه الوضع فى المراحل الأولى من الجائحة، وقبل ظهور التحورات التى تتسم بسرعة الانتشار واتساع نطاقه، لكن النسب الأكبر من الإصابات لا تزال بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة وأمراض مناعية والبالغين.
ما سبب زيادة إصابات الإنفلونزا الموسمية هذا العام مقارنة بالعام الماضى؟
- الإنفلونزا من الأمراض الموسمية التى تزداد أعداد الإصابة بها فى فصل الشتاء من كل عام، وتختلف من عام لآخر، نظراً لظروف كثيرة منها السلالة الأكثر انتشاراً، وكذا الالتزام بالإجراءات الاحترازية واستخدام لقاح الإنفلونزا فى التوقيتات المناسبة، ولكن لا تزال الإنفلونزا تنتشر، وهو ما قد يعزى إلى حالة التراخى فى الالتزام بالتدابير الوقائية وانتشار الشعور بالإجهاد والسأم فى المجتمعات من طول فترة «كورونا»، كما يمكن القول إن اهتمام الدول بفحص وتشخيص مرض الإنفلونزا، خاصة بعد توافر كواشف مخبرية لديها القدرة على اكتشاف الفيروسين، أدى إلى اكتشاف أعداد أكبر من العام الماضى.