أسرة مصرية بأوكرانيا: الحرب دمرت فرحتنا برمضان.. والمساجد تحولت لإيواء اللاجئين
أحمد السعيد- عضو الجالية المصرية في أوكرانيا
لا تعترف الحروب بالمناسبات أو المقدسات الدينية، فلا صوت يعلو فوق آلة القصف والدمار، الأيام متشابهة والشهور تحمل المزيد من الجراح والآلام، فبعد أن كان لشهر رمضان طقوس مميزة في أوكرانيا خلال السنوات الماضية، جاءت الحرب الروسية لتقضي على أي مظهر للاحتفال بالشهر الفضيل بين المسلمين مختلفي الأعراق في البلاد.
اختفاء مظاهر الاحتفال برمضان في أوكرانيا بسبب الحرب
على أطراف مدينة بولتافا، الواقعة في وسط شرق أوكرانيا، وتحديدا بين العاصمة الأوكرانية كييف والعاصمة الثانية خاركيف، كانت أسرة أحمد السعيد، أحد أعضاء الجالية المصرية، المكونة من فردين، تستمع بطقوس رمضان على مدار السنوات الماضية إلاّ أنّ القصف المتواصل على المدينة منذ نحو أربعين يوماً شأنها شأن باقي المدن الأوكرانية دفع «أحمد» لتأمين انتقال زوجته ونجله إلى إحدى القرى المجاورة لمدينة بولتافا، قائلا: «القصف بيكون متركز على المدن أكتر من القرى وأغلب الناس هنا تركوا المدن لهذا السبب».
تحول المراكز الإسلامية لأماكن إيواء للاجئين
وفيما يتعلق بإقامة صلاة التراويح في المساجد، أضاف: «بسبب الحرب تحولت المراكز الإسلامية إلى أماكن لإيواء اللاجئين، وتقام الصلاة فقط في المساجد الصغيرة في حال كانت الأجواء هادئة، أمّا عند اشتداد القصف فيلزم الجميع منازلهم».
وتابع عضو الجالية المصرية أنه قبل الحرب كان الأوكرانيين يحتفلون كل عام مع المسلمين بحلول شهر رمضان الكريم: «1% من الشعب الأوكراني بيعتنق الإسلام ومن طقوس شهر رمضان كلمة الرئيس الأوكراني وتهنئته للمسلمين بالشهر الفضيل وهو حرص عليها السنة دي في ظل الحرب والدمار في أوكرانيا».
وعن وصفه وتذكره لرمضان في الأعوام الـ12 السابقة التي قضاها في أوكرانيا، قال: «الجالية المصرية هنا كانت بتنظم إفطار جماعي لأبناء الجالية بمشاركة وتعاون أوكراني وده بيكون مجال للتقارب والتعارف، ولكن للأسف الحرب دمرت فرحتنا ولغت كل شئ كان بيحصل في رمضان، نأمل إنها تنتهي قريبا ونرجع نحتفل تاني برمضان وغيره من المناسبات الدينية».