«أم مروة» والكنافة البلدي.. تصوير ماهر العطار
«قُمع» مُمتلئ بالعجين السائل، تحمله بكفها وترش على الصاج بشكل دائري حتى ينضج، ويتحول لكنافة بلدي، تصنعها سنية حسانين أو «أم مروة» كما يناديها الناس، وتعد منها أحلى صوانٍ بالسمن البلدى لزبائنها: «البلدي يُوكل، وزبايني من بتوع زمان إنما الكنافة الشعر بتاعة الجيل ده».
لا تزال «أم مروة»، ابنة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، تحتفظ بمهنتها القديمة، التي تعلمتها على يد شقيقها قبل 10 سنوات لتحسين دخلها، ثم وقعت في غرامها بعد أن عرفت أسرارها، واشتهرت بها بين أهالي المنطقة: «الكنافة البلدى أحلى في الأكل من الشعر اللي بتتعمل جاهزة على الماكينة، بعملها يدوي بفضل ماسكة القمع وواقفة ألفّ لحد ما أملأ الصينية وأسيبها تستوي وأطلعها وأعمل غيرها».
مُهمة شاقة تقوم بها السيدة الخمسينية على أكمل وجه رغم سوء حالتها الصحية، خاصة بعد إجراء جراحة في الأمعاء، تتطلب ابتعادها عن لهيب الفرن والوقوف بالساعات أمام صاج الكنافة البلدي: «اتعودت خلاص واللي مشجعني الناس اللي بتحب تاكلها من إيدي»، مشيرة إلى أنها بعد تسوية الكنافة، تقوم بوضع المكسرات عليها والزيت والسكر، ولفها على شكل فطيرة وتتركها في الفرن حتى يتحول لونها للذهبي: «الناس بتجيب لي المكونات كلها وبعملها بـ27 جنيه، والكل بيحكي عن فطير الست أم مروة ربنا بينزل الحلاوة في الحاجة عشان رزق عيالي».
تبدأ «أم مروة» عملها داخل محلها الكائن في قرية «حمد» التابعة لمركز المحلة الكبرى، مع أذان العصر وحتى المغرب: «بقف أعمل فطاير الكنافة البلدي للزباين لحد المدفع، وفيه ناس بتجيب لي فطار أنا وولادي، وبطلع أوزع تمر عشان باحس بالغلابة اللي زيي»، لافتة إلى أن مُحبي الكنافة البلدي أصبح عددهم أقل، مقارنة بالأجيال الجديدة التي انجذبت للوصفات الحديثة للكنافة: «اللي موجودة دلوقتي مالهاش طعم، البلدي تخينة وبعمل عجينتها بنفسي، وليها مذاق خاص».
تعليقات الفيسبوك