تامر عبدالمنعم يكتب: الوزيرة العازفة!
تامر عبدالمنعم
ما من فكرة جديدة إلا وخطفت قلبها وتحركت بها نحو طاقة النور بإحساسها الفنى من أجل خدمة المواطن أولاً وإنسانية المجتمع المتعطشة إلى الفنون لغذاء الروح والسمو بها؛ أصابت فى اختياراتها لكونها لم تفكر بعقلية النخبة فقط، بل أرست مفهوم العدالة الثقافية بكل قواعدها لإيمانها بحقوق كل الطبقات فى تلقى الرسالة الثقافية، فتجد فى محافل وفعاليات وزارتها المثقف الكبير كتفاً بكتف إلى جوار المتعطش البسيط فى حالة تلقٍّ وإن كانت الدرجات متفاوتة، آمنت بنظرية العمل الجماعى، سواء على صعيد حقيبتها الوزارية بمجلس الوزراء أو فى محيط وزارتها نفسها داخلياً، بمعنى أنها تتعاون مع شتى القطاعات والوزارات فى انسجام تام لخدمة الرؤية والهوية المصرية، وأيضاً تتعامل مع قيادات وزارتها بروح الفريق للخروج بأفضل النتائج لخدمة المواطن بتقديم أفضل الوجبات الثقافية.
لم تعمل لثورة كما حدث مع وزراء ثقافة ما بعد ٢٠١١، ولم تعمل لنظام كما فعل الإخوانى علاء عبدالعزيز وزير ثقافة الجماعة المحظورة فى أيامها الأخيرة، وإنما عملت وما زالت تعمل للدولة المصرية -الدولة الأقدم فى التاريخ الإنسانى- وهو فى رأيى جوهر رؤية القيادة السياسية لدولة ٢٠٣٠، ومن هنا كان الاختلاف الذى حقق الاستقرار وعاد معه الدور الحقيقى لوزارة الثقافة المصرية صاحبة الأمجاد الخالدة لسنوات طويلة، فى ظل أكثر من نظام، ولنا فى ثروت عكاشة ومنصور حسن وفاروق حسنى أمثلة عديدة وإنجازات عظيمة؛ استقرت وزارة الثقافة بعد سنوات من الزوابع وحدث التوازن المطلوب بين الثقافة والنقد، والثقافة والإعلام والصحافة، وبين المثقف والدولة، ونتج عن ذلك حالة ثقافية متناغمة بالمسارح وقصور الثقافة والأوبرا والكتاب والفن التشكيلى والسينما والباليه والموسيقى، وانضبطت الرقابة وازدهرت العلاقات الثقافية الخارجية، ولمعت المهرجانات والمحافل الدولية منها والمحلية، وزاد مخزون النشر والوعى، وهو الأمر المطلوب فى هذا التوقيت الذى يشهد نقلة نوعية على جميع الأصعدة ونهضة جبارة تحت رعاية ورؤية القيادة السياسية.
لقد أجادت الوزيرة العزف الثقافى بجميع المقامات بنفس درجة إجادتها العزف على آلة الفلوت رفيقة دربها وعِشرة عمرها، لتكسب القيادة السياسية رهانها على أول وزيرة للثقافة فى تاريخ مصر الدكتورة (الفنانة) إيناس عبدالدايم العازفة الوزيرة.