أسرة الطالب ضحية «رصاصة أكتوبر» تروي تفاصيل مقتله: «كان بيشتغل عشان يجيب لبس العيد»
محرر الوطن في لقاء مع أسرة الضحية
والدته حاولت منعه من الخروج في ذلك اليوم، لكنها فشلت، فقد كان بداخلها قلق غامض، وكان مصرًا على الخروج والعمل، ورغم حداثة سنه، إلا أن عقله كان كالكبار، كثيرًا ما كان يصر ويلح على العمل، ومساعدة والده، مرددًا جملة «هشتغل عشان أجيب لبس العيد».
ومع صوت أذان المغرب، تناول الإفطار مع والدته ووالده وأشقائه، وارتدى الملابس التي يخرج بها للعمل يوميًا في نفس الميعاد، بعدما اتفق مع والديه على أنه سيخرج للعمل فى منطقة السادس من أكتوبر، ودعهم، واستدار بظهره، ولم يعد، بعد استقلاله السيارة «ربع نقل»، فاجأته طلقة نافذة من سلاح ناري، يحمله خفير خصوصي، اخترقت ظهره وخرجت من بطنه، ليلقي مصرعه في الحال.
أسرة المجنى عليه كشفت لـ«الوطن»، كواليس وتفاصيل الواقعة، التي شهدتها منطقة الواحات بالسادس من أكتوبر.
رصاصة دخلت بظهره وخرجت من بطنه
بدموع يملأها الحزن، وكلمات بطعم الألم، روى والد المجنى عليه تفاصيل الواقعة، التي شهدتها منطقة السادس من أكتوبر، قائلًا: «كنت نازل شغلي، ولقيت تليفون جالى بيقولى، تعالى فيه مشكلة مع أحمد ابنك، وببص لقيت رصاصة داخلة من ظهره، وطلعت من بطنه، وبسأل مين اللى عمل في ابني كده، قالولى خفير كان واقف ضرب رصاصة جات فيه».
وأضاف الأب: «قالولى خفير ضرب نار على العربية اللى كان فيها ابني، فجات طلقة في ظهره خرجت من بطنه وعورت زميله اللى جنبه، ناس كتير جدًا كانت في جنازة ابني، وأنا بطالب بالقصاص».
منعته من النزول يوم الحادث وكأن قلبي حاسس بموته
أما عن كواليس اكتشاف الأم للخبر الصادم، أوضحت أنها لاحظت تجمع الجيران أمام المنزل، وحينها أسرع زوجها بعد أن جاءته مكالمة هاتفية، حينها قلبها حدثها بأن نجلها أحمد أصابه مكروه، قائلًة: «كان طالع يشتغل عشان يشتري هدوم العيد بتاعته، هو الحاجة الحلوة اللى في حياتي وراحت، وعمره ما أذى حد، ويوم الواقعة دي، قولتله متروحش يا ابني، قالى لا هروح يا أمي أجيب لبس العيد بتاعي».
بداية تفاصيل الجريمة المؤلمة
كانت البداية عندما تلقى المقدم أحمد فرحات، رئيس قسم شرطة ثالث أكتوبر، بلاغا يفيد بمصرع عامل يدعى أحمد ياسر 16 سنة، وإصابة زميله، وعلى الفور انتقل رجال الشرطة لمكان الواقعة، وتبين أن الشاب وزميله كانا داخل سيارة نقل بصحبة عمال آخرين، وحال قيادة السائق للسيارة من مشروع البادية محل عمل العمال دون علم الخفير هرول الأخير ليكشف هوية قائد السيارة والركاب، فأطلق أعيرة نارية لإيقاف السيارة، إلا أنها استقرت في جسد أحدهما ليلفظ أنفاسه الأخيرة وأصابت زميله ولاذ المتهم بالفرار، وتم نقل المصاب الى المستشفى.
كما تم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وأمرت جهات التحقيق، بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه، ويكثف رجال الشرطة من جهودهم لضبط المتهم.