رئيس «بنوك الطعام الإقليمية»: نسعى لتوزيع مليار وجبة فى 50 دولة خلال شهر رمضان.. و«النموذج المصرى» ألهم العالم
معز الشهدى
قال الدكتور معز الشهدى، رئيس شبكة بنوك الطعام الإقليمية، إن حملة المليار وجبة، التى أطلقتها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تستهدف الفئات الأكثر احتياجاً من النازحين واللاجئين وضحايا الكوارث والحوادث وغير القادرين على العمل، بنطاق 50 دولة خلال شهر رمضان، ليكون الهدف الرئيسى الذى تحلم الشبكة بتحقيقه قريباً «القضاء على الجوع».
وأكد «الشهدى»، فى حواره لـ«الوطن»، أن شبكة بنوك الطعام المصرية نجحت فى أن تصبح نموذجاً رائداً وملهماً لأكثر من 105 دول عبر العالم، وإلى نص الحوار.
ما حملة المليار وجبة وأهميتها؟ وكيف سيتم تحقيق هذا الرقم الضخم؟
- حملة هذا العام من أكبر حملات الإطعام التى تم إطلاقها فى العالم، ولم تستهدف «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» هذا العدد من الوجبات المستهدف توزيعها من فراغ، حيث نجحت فى تحقيق 10 ملايين وجبة العام قبل الماضى، ثم 100 مليون وجبة العام الماضى، جمعت بالكامل قبل انتهاء نصف رمضان، ووزّعت فى 14 دولة العام قبل الماضى، ليجرى توزيعها فى 30 دولة خلال 2021.
وبعد النجاح الذى حققناه ارتفع سقف آمالنا وأصبح حلمنا هذا العام تحقيق مليار وجبة، ووضعنا من خلال مبادرات محمد بن راشد وشركائها، وفى مقدمتها شبكة بنوك الطعام الإقليمية، آلية لتحقيق الرقم المستهدف، إذ سيتم تقسيم الحملة إلى ثلاث مراحل تستهدف المرحلة الأولى الدول المستفيدة نفسها من حملة الـ100 مليون وجبة العام الماضى، ومنها موريتانيا وغانا وأوغندا وبوروندى والعراق واليمن ولبنان والسودان، وهى دول تأثرت بشكل كبير نتيجة الأزمة العالمية الأخيرة، ولم تصل لها الإمدادات الغذائية، كما تسبّبت الأزمة فى ارتفاع الأسعار بها، وهو ما يجعلها فى مقدمة الدول المستهدفة من الحملة.
نستهدف الجنسيات الأكثر تضرّراً من الأزمة العالمية
وما الفئات المستهدفة بالحملة؟ وكيف تضمن وصول الوجبات للمستحقين؟
- الفئات المستهدفة هى الفئات الأقل حظاً، والتى زادت نسبتها بسبب الأزمة العالمية، ومنهم اللاجئون بتلك الدول من الجنسيات المختلفة، وبشكل خاص المتضررون من الأزمة العالمية، ونقص إمدادات الغذاء، فحينما ننظر إلى الخريطة، سنجد أن هناك دولاً أكثر احتياجاً للدعم ولديها حاجات ملحة، أما فى ما يخص الوصول للمستحقين فإنه يكون من خلال قاعدة بيانات شاملة يتم تنقيحها بشكل دورى وآلية رقابة إلكترونية، ويتم توزيع الوجبات من خلال المنظمات الدولية والإقليمية والجهات والمؤسسات الخيرية المحلية فى الدول التى تشملها الحملة، كما يتم تسيير قوافل فى المناطق التى لا يوجد بها شركاء أو منظمات.
معز الشهدى: حققنا 76 مليون وجبة بعد ستة أيام على انطلاق الحملة
وكم عدد الدول المستهدَفة خلال هذا العام من حملة المليار وجبة؟
- استهدفنا العام الماضى خلال حملة الـ100 مليون وجبة، 30 دولة جرى زيادتها هذا العام، لتصبح 50، وهو السبب الذى جعلنا نقسّم الحملة على مراحل، لضمان تحقيق الخدمة بالطريقة الصحيحة والسيطرة الكاملة، وشعارنا «معاً للقضاء على الجوع»، فهو عمل جماعى تتضافر فيه الجهود لتحقيق أفضل النتائج، وخلال الأسبوع الأول من رمضان نجحنا فى تحقيق 76 مليون وجبة بعد ستة أيام فقط على انطلاقها، بتبرعات 45٫491 ألف مساهم من الأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومى والخاص.
حدّثنا عن الشراكة بين مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم وبنوك الطعام الإقليمية؟
- مما يميز حملة المليار وجبة التعاون بين الشركاء، وعلى رأسهم مبادرات محمد بن راشد، وقد دعمت مصداقيتهم الحملة بشكل كبير، خصوصاً مع الأثر الذى تركته الحملات السابقة، منها حملة الـ100 مليون وجبة و«شتاء دافئ»، التى لم تكتفِ بتوفير الطعام والكساء، بل تخطته لتعليم المستفيدين تفصيل الملابس، وغيرها من المبادرات، التى تهدف لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومنها المساواة، فلا نفرّق بين الأجناس والجنسيات، وأتمنى أن نصل إلى المليار وجبة قبل الأسبوع الأخير من رمضان مع شركائنا، ومنها برنامج الغذاء العالمى والفاو ومفوضية اللاجئين، وقبل كل ذلك مساهمات الأفراد والمؤسسات والشركات وقطاعات الأعمال والفعاليات الاقتصادية.
وكيف ستحقّقون مليار وجبة، فى ظل حالة العجز والأزمة العالمية؟
- لم تؤثر علينا الأزمة سوى فى زيادة الأسعار العالمية، وقد سبقنا الأزمة بخطوة بعمل دعم للفلاحين لتوفير القمح والإمدادات لبنوك الطعام شهرياً دون وسيط، حيث يصبح الفلاح شريكاً فى الإنتاج نظير سعر أعلى بعد استبعاد الوسطاء، ودخول بنوك الطعام كشريك للفلاح، وبعد المليار وجبة سيكون هدفنا القضاء على الجوع، وهو أمر نستطيع تحقيقه قريباً إذا ما التزمنا وأوقفنا الهدر من الطعام، لتوفر شبكة أمان غذائى للأقل حظاً فى 50 دولة حول العالم.
بنك الطعام المصرى نجح فى تشغيل 7.2 مليون فرد رفعوا من قوائم المستفيدين.. ويمتلك 44 فرعاً تغطى سبعة محاور إقليمية
بشكل عام، كيف نجح نموذج بنك الطعام المصرى فى أن يصبح نموذجاً ملهماً فى المنطقة؟
- انطلقت شبكة بنوك الطعام من مصر بطلب من الأمم المتحدة، وأصبح النموذج المصرى رائداً وملهماً على المستوى الدولى، ويشهد بكفاءته العالم كله، وتم اعتماده كنموذج معتمد يطبّق فى دول أخرى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبالفعل أصبح لبنك الطعام المصرى شبكة إقليمية تطبق المنظومة بالسبعة محاور فى الدول الإقليمية، ووصلنا الآن إلى 44 بنك طعام فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وهى الأذرع التى نعتمد عليها حالياً فى حملاتنا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بدأت الدول التى لديها نماذج أخرى من بنوك الطعام والتى كان يشوبها بعض الأخطاء، تجعلها بنوكاً موسمية تعمل مع زيادة التبرعات وتتوقف مع توقفها، على عكس النموذج المصرى المستدام الذى يعمل على منح إمدادات الغذاء بصورة شهرية للمستفيدين من غير القادرين على العمل، أما القادرون فوضعنا لهم خطة للتعليم والتدريب والتأهيل ودمجهم فى سوق العمل، وتلك هى المعادلة التى تسهم فى حل المشكلة الحقيقية ولا تزيد منها، لأننى لو أخذت المبادرة بالإطعام فقط، سنكون سبباً فى أزمة أخرى هى العزوف عن العمل، ونجح النموذج المصرى فى تأهيل وتشغيل أكثر من 7 ملايين و200 ألف مواطن تم رفعهم من قوائم المستفيدين من بنك الطعام، بعد أن أصبحوا عناصر عاملة فى المجتمع.
مواجهة مشكلات هدر الطعام
لدينا دليل تشغيل لكيفية تداول «الغذاء المطهو»، نظراً لأن أكبر نسبة هدر تأتى منها، وبهذا النموذج المطبّق فى دول شبكة بنوك الطعام الإقليمية، ننقذ 58 مليون وجبة مطهوة شهرياً بالفنادق كانت تلقى فى القمامة أعدناها ووزّعناها على المستفيدين، وحولنا التالف إلى علف للماشية وسماد للأرض، وهو ما يُسهم فى الحفاظ على البيئة ويخفّض الانبعاثات ويحافظ على المياه، إذ يمثل الطعام المهدر نحو 30% من اقتصادات الدول، وبناءً على دليل التشغيل المصرى أصبح هناك تحرّك فرنسى وإيطالى ومكسيكى لعمل قانون عدم الهدر فى الطعام، ومؤخراً أصبح لدى مصر توجه لصياغة قانون فى هذا الشأن.