من بلد القصف.. طبيب في أوكرانيا عن أجواء العيد: صلينا بأعداد قليلة
الجاليات العربية في أوكرانيا
اختلف مشهد احتفالات شهر رمضان وأيام العيد بين الجاليات العربية في أوكرانيا، كثيرا العام الحالي في بلاد الهند، في ظل استمرار القصف الروسي على البلاد، في الحرب التي اندلعت منذ فبراير الماضي، الجميع ملتزم منازله تطبيقًا لقرارات الحظر، المستشفيات تستقبل حالات من المصابين والأطباء منشغلون بعلاجهم والزيارات العائلية لم تعد في الحسبان، إلا نادرا، خوفا من القصف واحتراما لقرارات الحماية التي أقرتها الدولة.
الدكتور الأوكراني ذا الأصول الفلسطينية رامي أبو شمسية، بروفيسور جراح في جامعة الطب القومية ورئيس اتحاد الأطباء العرب في أوكرانيا، بدأ حديثه لـ«الوطن» بالإشارة إلى أن أجواء رمضان وطقوس صلاة التراويح ومن بعده عيد الفطر، اختلفت كثيرا عن السنوات الماضية، في العاصمة الأوكرانية كييف، حيث اقتصرت العزومات وتجمعات الإفطار على أعداد قليلة على عكس السابق، حيث كانت تجتمع الأسر العربية بأعداد كبيرة جدا، وفي أماكن مفتوحة لإحياء طقوس الشهر الكريم، بحسب روايته.
المساجد في أوكرانيا تقيم صلاة التراويح بعدد قليل
وفي وقت صلاة التراويح، خلال شهر رمضان، كانت تجتمع أعدادا قليلة لأداء الصلاة، حرصا منهم على إحياء طقوس الشهر الكريم رغم الأحداث التي تعيشها البلاد في ظل التدخل العسكري الروسي، «كان في مساجد مفتوحة وكنا بنصلي لكن طبعا الأعداد أقل بكتير من العادي في السنين الماضية»، بحسب رواية الجراح رامي.
لا يزال عمل الأطباء في المستشفيات مستمرا في استقبال الإصابات المتنوعة، حتى خلال شهر رمضان، وبحسب رواية الجراح الأوكراني الجنسية صاحب الأصول الفلسطينية، فإنه استقبل على يده حالات متفاوتة من الإصابات والجروح بعضها خطير وبعضها لرجال الجيش الأوكراني، على الرغم من أن القصف على المدن الحدودية أكثر حدة من العاصمة كييف.
أعداد قليلة في صلاة العيد في أوكرانيا
انقضى شهر الصيام وجاءت أول أيام عيد الفطر في أوكرانيا التي تواجه التدخل الروسي منذ شهرين، وحرصت الجاليات العربية في أوكرانيا على الاحتفال، في أضيق الحدود، وبحسب وصف الطبيب الجراح، حرصوا على أداء صلاة عيد الفطر والتجمع من بعد الصلاة وتناول حلوى العيد ولكن بأعداد قليلة جدا، حيث يخشى الكثير الخروج من المنازل والتجول في الشوارع، «احتفلنا بالعيد برضو لكن الوضع السنة دي مش بنفس بهجة السنين اللي فاتت كلها، الناس ما زالت متخوفة والاحتفالات في حدود ضيقة».
في مارس الماضي، تعرض الجراح الأوكراني وأسرته إلى قصف جوي روسي أصاب منزلهم، وتم محاصرتهم واضطروا إلى الفرار في أحد الملاجئ تحت الأرض لحين انتهاء القصف، وبحسب روايته، ظل قائما في عمله في بداية القصف يستقبل المصابين من المدنيين والعسكريين في أوكرانيا ولم يتخل عن واجبه الإنساني يوما واحدا.