«كده كتير عليا يا رب».. ناصر فاز بالحج بعد سنوات معاناة فسجد شكرا لله
فايز بقرعة الحج
صوت الميكرفون يدوي داخل قاعة مديرية أمن القاهرة بالرحاب، ينادي بصوت الفائزين في قرعة الحج لعام 1443هـ 2022 م، الحضور ينصتون في تركيز والصمت يهيمن على الأجواء، الجميع يتمنى أن يكون اسمه هو المقبل على لسان المنادي، وفجأة نادى على اسم ناصر أحمد عبدالقادر، وإذا بشخص يصرخ ويرفع يده للسماء ويصرخ: «يااااه.. أخيرًا يارب».
لم يصدق «ناصر» أن اسمه جاء ضمن الفائزين بفرصة الحج للعام الحالي، هلل بصوتٍ عالٍ فرحًا، قفز لأعلى وكأنه يريد أن يلمس السماء بيده، ها هي فرحة العمر تحققت ونال مراده، أمله الضعيف أصبح الآن حقيقة ويقين، ولم يعد بينه وبين رؤية الكعبة سوى أيام قليلة فقط.
دموع الفرحة
بصوت يخالطه الدموع تحدث ناصر لـ«الوطن»، عن سعادته العارمة بفوزه بالحج، تلك الدعوة التي لم تفارق لسانه طيلة الفترة الماضية وتمناها من الله دومًا، «أنا كنت بنام أحلم بالحج وقلبي بيقولي إن ربنا مش هيحرمني وفعلا كرمه كتير أوي عليا ومش عارف أحوش دموعي».
سجدة شكر
في مشهد إنساني، خر صاحب الـ61 عاما ساجدا على الأرض، حمدًا وشكرًا لله، على ما أنعم به عليه، وظل يردد في سجدته التي طالت لنحو دقيقة: «كده كتير عليا أوي يا رب، مغرقني بكرمك ومش عايز حاجة تاني من الدنيا خلاص».
حياة ابن السيدة زينب كانت مليئة بالمواقف المؤثرة والمعاناة، حتى وصوله لتلك اللحظة السعيدة، «زوجتي متوفية منذ فترة طويلة، وعلى قد حزني بس ولادي قالوا لي اتجوز، ولقيت ست أرملة بنت حلال وعندها 5 أولاد، هما اللي كانوا بيدعوا لي والله عشان أنجح في القرعة، لحد ما ربنا نصرني».
فرحة ناصر
رغم لحظة السعادة التي تغمر «ناصر»، إلا أنه لم ينس زوجته وأبناءه، وصمم أن تكون أولى دعواته لهم، ثم أخرج هاتفه من جيبه، وهاتف زوجته: «أيوة يا وش السعد ربنا كرمني وهحج خلاص»، واستكمل والدموع تذرف من عينيه، «أول دعوة هتبقى ليكي زي ما كنتي بتدعيلي دايما».