حالة تباين الأسعار التي يشهدها العالم أجمع خلال هذه الأيام، دفعت أصحاب القلوب الرحيمة بالتسابق في أعمال الخير ومد يد العون لمن حولهم، ومنهم الشاب العشريني محمد سيد، ابن محافظة الإسكندرية، الذي يعمل كـ«مبلط سيراميك»، الذي قرر تقديم خدماته مجانًا لغير القادرين.
«محمد»: ربنا بيبارك في رزقي
«أي حد حالته مش كويسة مش باخد منه فلوس، ولو معندوش المقدرة يدفع يومية الصبي بخليه هو يناولني».. قالها محمد سيد، صاحب الـ27 عامًا، خلال حديثه لـ«الوطن»، إذ أراد أن يُخفف عن الناس أثقالهم والضغوط التي تواججهم في ظل التغيرات الإقتصادية التي يشهدها العالم أجمع، لذا بدأ في تقديم خدماته الـ مجانية لغير القادرين منذ شهر ديسمبر 2020 وحتى الآن.
مع استمرار المبادرة لما يقرب من عامين لم يتأثر دخل الشاب العشريني بها بالسلب: «ده مأثرش على شغلي ولا رزقي، بالعكس ربنا بيبارك وبيبعتلي رزقي أنا وعيالي وبزيادة»، وفقًا، لـ«محمد»، ابن منطقة المندرة بمحافظة الإسكندرية، لذ يحاول بين الحين والآخر تذكرة الناس بخدمته المجانية من خلال «بوست» عبر صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»، حتى يتمكن من الوصول وتقديم المساعدة لكل محتاج داخل نطاق محافظته: «كل سنة بنزل منشور على صفحتي وبطلب من الناس أنها توصلني لأي حد محتاج ويخليهم يتواصلوا معايا خاص بعيدًا عن الكومنتات».
تعرض «محمد» للنصب
رغم تلك المساعدات الإنسانية، إلا أن الشاب العشريني تعرض لأعمال نصب من البعض خلال الفترات الماضية، منهم شخص ادعى حاجته لأعمال السيراميك وهو غير جدير به، إلا أن ذلك لم يجعله يعزف عن تقديم الخير: «في ناس بعملها شغل وفي الآخر بتفاجئ أن حالتهم كويسة جدًا ومش محتاجين.. بس برضو هفضل مكمل وربنا يبعت المحتاج والمُستحق للمساعدة»، خاصة أن أكثر ما يضفي السعادة عليه هو الثواب ومن بعده عبارات الدعاء الصادقة التي يسمعها من الناس: «أجمل دعوة ممكن تسعها لما الناس تقولك ربنا يجعله في ميزان حسناتك، وربنا يسترك وما يحوجك لحد».
ووجه «مبلط السيراميك» نصيحة لكل مقتدر بأن يبادر بعمل الخير ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين، مؤكدًا أن ذلك لن يؤثر على رزقهم إلا بالإيجاب، فضلًا عن جزاء الثواب من عند الله تعالى: «لازم كلنا نساعد بعض ونكون سند لبعض.. هي فترة صعبة على العالم كله بس إن شاء الله هتعدي، ومش هيفضل غير عمل الخير اللي قدمته».
تعليقات الفيسبوك