محمود الشريف صاحب المبادرة
نقل الدم، أحد المواقف الصعبة التي يمر بها الكثيرون ببعض الأوقات، إذ كانوا بحاجة لكميات من الدماء لإنقاذهم من الموت، لتتصدر أزمة الفصيلة المناسبة ما قد يستغرق ساعات طويلة تزيد من الخطر، لذا قرر محمود الشريف حل المعادلة الصعبة ونشر الخير بطريقته الخاصة عبر معمله.
قال محمود الشريف، صاحب الـ36 عاما، أخصائي التحاليل الطبية، في حديثه لـ«الوطن»، إنه قرر إطلاق مبادرة لتسهيل عملية الوصول للدم عبر عمله: «من خلال شغلنا بنقابل حالات محتاجه نقل دم، والموضوع بيكون صعب ومرهق جدا على المريض وأهله وخصوصا لو الفصيلة نادرة، لذا قررت إطلاق مبادرة لوجه الله وأعمل تحليل الفصيلة مجانا وأنظم قوائم الأسماء وأنواع الفصائل بأرقام التليفونات والعناوين تسهيلا على المريض الوصول إلى المتبرع».
يحرص «الشريف» على ربط فصائل الدم بأرقام الهواتف لتسهيل التواصل بين المرضى والمتبرعين، إذ تتضمن تلك القوائم كافة التفاصيل: «بعد كده من خلال القوائم دي يقدر المريض يوصل للمتبرع وعنوانه ورقم تلفونه بكل سهولة، وبيتواصل معاه وبيتم التبرع في إحدى المستشفيات للحصول على العينة المطلوبة، بحاول أني أساعد من خلال إمكانياتي البسيطة لمساعدة كل مريض، والناس للناس»
ولدت تلك المبادرة، من خلال تجربة مريرة تعرض لها أخصائي التحاليل، إذ عُرضت عليه حالة مرضية تحتاج إلى فصيلة معينة، والتي بالصدفة كانت من نفس فصيلته فتبرع لها، لذا فكرت في إنشاء قوائم منظمة تحمل كافة بيانات المتبرع: «الموضوع مكنش إلزامي بل بالعكس أنا بعرض الفكرة بس على المتبرع ولو وافق بدون بياناته في القائمة، كنت مجرد منظم للموضوع».
تباينت الآراء حول المبادرة إلى حد كبير، فهناك من تقبل الأمر وساهم فيها بشكل فعال والبعض الآخر تجاهل الأمر ولم يأخده على محمل الجد، وفقا لوصف «الشريف»: «محدش هيحس بقيمة المبادرة إلا اللي مر بظروف مشابهة، والحمد لله مبسوط باللي حققته المباردة على نطاقها الضيق».
بعد إطلاقه لتلك المبادرة الإنسانية، شعر «الشريف» بتوفيق وكرم كبير من الله تعالى: «بعدها ربنا كرمني ببنتي رزان واكتشفت مرضها النادر بمتلازمة أبرت واحتاجت عملية في المخ بعد شهر من ولادتها، والعملية تتطلب وجود دم ومكنش موجود في المستشفى وقتها لجأت للقوائم اللي كنت عاملها وتوصلت مع أحد المتبرعين على طول وفعلا نقلها الدم وتمت العملية بنجاح».
تعليقات الفيسبوك