المصريون بين القلق والتجاهل لجدري القرود.. وأستاذ نفسي: لا داعي للذعر

جدري القرود
حالة من القلق سيطرت على العالم خلال الأيام الماضية، بعد إعلان اكتشاف نحو 205 حالات إصابة بجدري القرود في العديد من دول أوربا، وتسجيل أول حالة إصابة بهذا الفيروس في الخليج العربي بدولة الإمارات المتحدة، فضلًا عن الاشتباه بوجود 3 حالات في المغرب.
كيف تعامل المصريون مع جدري القرود؟
أكدت وزارة الصحة المصرية، عدم تسجيل أيه حالات حتى الآن وطمئنت المواطنين، وفي إطار ذلك، رصدت «الوطن» الآثر النفسي لظهور مثل تلك الأوبئة، منها كورونا والمتحور «أوميكرون»، وآخرها جدري القرود، على المواطن المصري من آن لآخر، وكيف يتعامل معها.
باستطلاع رأي بعض المواطنين حول طبيعة جدري القرود، بعد جائحة فيروس كورونا، اهتم المحامي الثلاثيني، «محمد عوني» بالبحث حول طبيعة المرض، واطمئن عند معرفته أن إصابة من أخذ تطعيم الجدري من قبل، تكون أقل: «خدت تطعيم الجدري وأنا صغير.. بس أكيد برضو خفت لأن محدش محصن من الأمراض»، بحسب روايته.
«محدش عارف في شغلي يعني إيه جدري القرود أصلا».. كلمات قالها أسامة نصر صاحب الـ32 عاما، موظف في أحد المولات التجارية، موضحًا لـ«الوطن»، أنه غير قلق لأنه علم من خلال نشرات الأخبار المحلية والعالمية، أن مرض جدري القرود موجود منذ القدم، كما تتوفر لقاحات للفيروس في أنحاء العالم: «لحد دلوقتي مفيش قلق بس الخوف كله من إللي الجاي».
بداية القلق بوصول جدري القرود للدول العربية
في البداية شعرت العشرينية داليا محمد، ربة منزل، بعدم الإهتمام نظرًا لابتعاد الفيروس عن الشرق الأوسط، لكن بمجرد معرفتها وصوله إلى الدول العربية، أصابها حالة من القلق: «أول ما عرفت أن في حالات في المغرب خفت.. وقررت مكملش متابعة للأخبار».
وعند سماع ياسمين عماد 30 عاما، باحثة دراسات عليا، ببداية انتشار جدري القرود في أوروبا، شعرت بحالة من اللامبالاة، لكن ما أثار قلقها فيما، بعد كما قالت لـ«الوطن»، خوفها على أبنائها، إذا وصل الفيروس للمدارس في مصر: «همي بناتي بس.. افتكرت فترة كورونا وخفت من فكرة نزولهم المدرسة».
وقال صلاح صادق 45 عاما، أخصائي ثقافي بالهيئة العامة لقصور الثقافة، أنه مؤمن بقضاء الله وقدرة، لكنه خشى من تكرار سيناريو الذعر الذي أصاب الجميع خلال فترة كورونا: «خوفي الأكبر على أهلي»، مضيفًا أن السبب الأكبر في انتشار أي فيروس، هو عدم وعي المواطنين بطبيعة المرض ونقص الإمكانات الطبية: «قلقان من عدم توفر الأمصال واللقاحات».
ضرورة توفير التطعيم للمواطنين
الدكتورة هبة العيسوي أستاذة الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، علقت على طريقة تعامل المواطنين في مصر مع فيروس جدري القرود، قائلة لـ«الوطن»، إنه لا يوجد فزع لدى المواطنين، مثلما حدث وقت ظهور كورونا، لأن الوضع يختلف كثيرا، إذ كان فيروس كورونا جديدا، لم يسمع عنه أحد من قبل: «محدش كان عارف سببه، ولا كان متوفر أي لقاحات له»، أما بالنسبة لجدري القرود، فجميع الصحف والمجلات والدوريات العلمية، تؤكد وجود لقاح متوفر له منذ القدم.
وأضافت أن هناك فئة من المواطنين، تصيبها حالة من التجاهل والإنكار عند ظهور الأمراض الجديدة، وهذا غير صحي، لأن ذلك الشعور يؤدي إلى إهمال الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تفرضها الدولة، بما يسبب مشكلات صحية وانتشار الأوبئة بسهولة.
أما بالنسبة للفئة الأخيرة التي أوضحتها «العيسوي»، هي الفئة التي تُصاب بالقلق الصحي، بما يجعلها تقرأ وتستفسر حول المرض، وتحاول توعية من حولها بضرورة الالتزام بالتعاليم الصحية، التي تقرها وزارة الصحة في مثل تلك الأوقات: «كمان الدولة ليها دور كبير في طمأنة المواطن الخايف من خلال توفير التطعيم».