ماري بشير
كباقي السيدات التي طالما حلمت بالأمومة ورعاية طفل منذ صغره، راودها العديد من الأفكار الخاصة بالتبني غير المصرح به في مصر، إذ يوجد مقابله نظام الكفالة الذي تظن أنه مقتصر على الأسر المسلمة فقط؛ لكنها أدركت بعد سنوات أن القانون يمنحها كفالة طفل مقررة بعدها خوض التجربة واستكمال كافة الإجراءات حتى تصبح أول أم تتكفل بطفل مسيحي قانونيا.
ماري بشير، سيدة متزوجة في مقتبل عمرها تعيش بالخارج رفقة شريك حياتها، تشاركا الأفكار سويا منذ عام 2018 بشأن حلم احتضان طفل صغير وتوفير له حياة ومسكن آمن لكن دون نتيجة واضحة حتى تعرفوا على مبادرة كفالة طفل مسيحي، التي دشنت في نهاية العام الماضي عبر جروبات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، من أجل دعم بعض الأسر بالتعريف بكافة الإجراءات والخطوات المطلوبة لكفالة طفل مسيحي، وتصحيح بعض المفاهيم المرتبطة بأن الاحتضان مقتصرًا على الأسر المسلمة فقط.
تعتبر تجربة «ماري»، كأول أم تتكفل بطفل مسيحي قانونيا، أنها بمجرد علمها كافة الإجراءات وإمكانية كفالة طفل، بحسب ما تتيحه وزارة التضامن، قررت العودة إلى مصر من أجل الشروع والتنفيذ، إذ بدأت في شهر نوفمبر 2021 واستطاعت أن تضم صغيرها بمنزلها في نهاية مايو 2022، موضحة ما مرت به خلال حديثها مع «الوطن»: «نزلت مصر وقدمت على طلب كفالة طفل مسيحي واللي دايما بيكونوا معلومين النسب لكن واجهنا صعوبة في إننا نلاقي طفل مناسب ليس لديه أي رعاية أسرية بجانب إن البعض مش عارفين أن القانون بيتيح الكفالة بغض النظر عن الدين».
عقب تقديم «ماري» الطلب، بدأت في تجميع كافة الأوراق المطلوبة وزيارة كافة دور الرعاية سواء التي تعلمها أو العكس حتى عثرت بالصدفة على دور رعاية كانت تنهي أوراق بعض الأطفال؛ لتجد صغيرا يبلغ من العمر 5 سنوات شعرت تجاهه بالقبول، مما دفعها لرؤيته مرة أخرى حتى استقرت على كفالته مع زوجها: «حقيقي الطفل بينادي على أسرته زوجي كان نفسه يكفل بنت وأنا بعمر أصغر من كده لكن لما شوفناه ارتحنا».
تلقت «ماري» دعما وتعاونا واضحا من قبل موظفي وزارة التضامن منذ اللحظة التي شرعت بالإجراءات وحتى قرب حصولها على عقد الكفالة التي ما زالت بانتظار استلامه: «بالنسبة لنا هي الإجراءات واحدة من بداية طلب كفالة والمحتوى والأوراق والزيارة المنزلية لرؤية وضع الأسرة وعلى أساسه يوضع تقرير أمام اللجنة التي تقرر قبول الطلب أم لا».
أما عن علاقة ماري بصغيرها، الذي لم ترغب في الإفصاح عن أي شيء متعلق به حفاظا على نفسيته، أكدت أنها لم تتوقع حدوث الاندماج بينهما في وقت قصير لم يتجاوز شهر: «بدأ يندمج معانا ويقول ماما وبابا وحتى الأسرة ووالدتي حبوه واندمجوا سوا».
أما عن إقناع «ماري» والدتها بفكرة الكفالة، فجاءت بعدما جعلتها تشاهد مسلسل منة شلبي «ليه لأ» الذي يتضمن القضية؛ لتعجب بالفكرة لكنها لم تدرك أن الأمر قد يمكن حدوثه بالنسبة للعائلات المسيحية، بحسب وصف «ماري».
تعليقات الفيسبوك