البحوث الجنائية: التوحد مع الجاني حيلة نفسية لتبرير الجريمة ولوم الضحية
الدكتور حسام الدين الوسيمى أستاذ علم النفس
قال الدكتور حسام الدين الوسيمي، أستاذ علم النفس المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن الحب يتعارض مع العداء، ويسمو على أي عداء، لافتا إلى أن الحب يشمل كل المشاعر البناءة مثل العطاء والتعاون، وهناك ظاهرة تسمى «الثنائية الوجدانية»، وهي ظاهرة نفسية معروفة تمتزج بها مشاعر الحب والكراهية في آن واحد، قائلا: «اللي بيحب امتلاك هيعيش أسوأ حياة في الدنيا، ولو الشاب اللي قتل زميلته أمس كان اتجوزها كان هيعذبها وفي الغالب كان هيقتلها».
«الثنائية الوجدانية» تخلق ميول انتقامية
وأوضح أستاذ علم النفس المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لـ«الوطن» أن من يعاني من «الثنائية الوجدانية» تصبح لديه ميول انتقامية: «اللي بيحب بجد لو حبيبه تركه بيتمنى له الخير»، لافتا إلى أن الطالب الذي قتل زميلته أمس، بداخله كراهية قوية جدا: «استحالة كانوا هيعيشوا في تبات ونبات، والموضوع كان هينتهى بالقتل لو اتجوزها، فيه ناس بتبرر اللي حصل على إنه لحظة طيش مع إنه كان مع سبق الإصرار والترصد وكان مبيت النية».
الأفكار الذكورية ظهرت بعد حادث قتل طالبة المنصورة
وأشار «الوسيمي»، إلى أن هناك بعض الأفكار الذكورية التي ظهرت بعد حادث قتل طالبة المنصورة أمس، للبحث عن عذر للجاني، مؤكدا أن ذلك الفكر يسمى في علم النفس «التوحد مع المعتدى Identification with the Aggressor»، وهى حيلة نفسية يلجأ إليها البعض لتبرير الجرائم مثل «الولد بيحبها، محدش يعرف بينهم إيه» ويتوحدوا مع المعتدي وليس الضحية، وهناك من لا يحبون أن يكونوا في موقف الضحية، مشيرا إلى أن من يتوحدون مع موقف الجاني أو المعتدي، يبحثون عن مأمن من الاعتداء من خلال خلق مبررات للجاني وإلقاء اللوم على الضحية وبذلك يكون مع الطرف الأقوى.
إطلاق لفظ مريض نفسي على القاتل
وناشد بعدم إطلاق لفظ مريض نفسى على القاتل والمغتصب لأن ذلك إهانة للمرضى النفسيين ووصم للمرض النفسي ويكون ذلك مبررا لجرائمهم، مشيرا إلى أن مرتكب الجريمة منحرف سلوكيا وأخلاقيا وليس مضطرب نفسيا.