صحيفة صينية: الناتو يسمم السلام العالمي
حلف الناتو
قالت صحيفة جلوبال بوست الصينية إنه وسط النزاع العسكري الروسي الأوكراني الذي لا يزال مستمرًا، بدأ الناتو، الذي كان يزيد من حدة الصراع، قمة تستمر ثلاثة أيام في مدريد، حيث يعمل حلف الناتو على زيادة الضغط على روسيا بشأن صراعها مع أوكرانيا مع التأكيد على استمرار مخاوفهم بشأن الصين، ولأول مرة في التاريخ، تمت دعوة قادة أربع دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا لحضور قمة الناتو.
وتابعت الصحيفة أن الناتو يحاول الآن إنشاء فرعه الخاص بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ للتدخل في آسيا، وتساءلت كيف نشأت تلك المنظمة؟ وكيف ولدت من عقلية الحرب الباردة وأصبحت تدريجيًا تسمم السلام العالمي؟ ولماذا يمد هذا التحالف العسكري يده إلى آسيا؟
وأوضحت الصحيفة أنه في عام 1954 طلب الاتحاد السوفييتي الانضمام إلى الناتو، وقوبل الطلب بالرفض، وفي مايو 1955، على الرغم من اعتراضات الاتحاد السوفييتي، ضم الناتو ألمانيا الغربية، التي اعتبرها الاتحاد السوفييتي منطقة عازلة، ورداً على ذلك، تم تشكيل حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفييتي، ما مهَّد الطريق لمواجهة بين أكبر كتلتين عسكريتين في العالم خلال حقبة الحرب الباردة بأكملها.
ضم أعضاء سابقين من حلف وارسو للناتو
وفي عام 1999، ضم الناتو بولندا والمجر وجمهورية التشيك، ثلاثة أعضاء سابقين في حلف وارسو، كأعضاء رسميين، وكسر النمط الجيوستراتيجي المستقر طويل المدى بعد الحرب العالمية الثانية، وألقى بظلاله على الاتجاه متعدد الأقطاب الذي ظهر بعد الحرب الباردة.
منذ ذلك الحين، توسع الناتو باتجاه الشرق خمس مرات، وازداد عدد الدول الأعضاء فيه من 12 عام 1949 إلى 16 عام 1999 إلى 30 حاليًا.
الغرب رفض مشروع المبادرة الأمنية الروسية
وفي مواجهة الضغط الذي يلوح في الأفق، في ديسمبر2021، اضطرت الحكومة الروسية إلى رسم «خطها الأحمر» النهائي في مشروع مبادرة أمنية قُدمت إلى الناتو والولايات المتحدة، ولكن منذ تفكك الاتحاد السوفييتي، لم تكن المخاوف الأمنية لروسيا، التي فقدت مكانتها المهيمنة، مصدر قلق في أعين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، ولم يرفض الغرب مشروع المبادرة الأمنية الروسية فحسب، بل أدى أيضًا إلى تأجيج النيران بين روسيا وأوكرانيا، ما أدى إلى صراع عسكري بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية عميقة، وفي الوقت الحاضر، أُجبر عشرات الملايين من الأشخاص في أوكرانيا على مغادرة وطنهم، وعانى الاقتصاد العالمي نتيجة لذلك.