محمد الساكت رفقة الطفل
قبل دقائق من أذان فجر يوم الثلاثاء 12 يوليو، كان محمد الساكت، عائدًا من عمله كصاحب «محل موبايلات»، والسكون يسيطر على أجواء منطقة المطرية، وحين اقترب من بيته بأمتار قليلة، سمع صوت أنين طفل رضيع، ومرت ثوان قليلة حتى ارتفعت أصوات بكاء الرضيع، ليجده مستلقيا بجانب أحد المحلات التجارية، بعد حوالي 5 أيام فقط من ولادته، وسرته لا زالت في بطنه.
على أريكة إحدى المحال التجارة، يرقد الطفل مرتديًا لابس باللون البرتقالي، مكحل العينان، والكحل متختلط بالدموع، وأسفله فراش باللون البني، هكذا عثر «محمد» على الطفل في منطقة المطرية بمحافظة القاهرة، ويروي لـ «الوطن»، لحظات الخوف التي مر به، مقررًا على الفور إبلاغ النجدة وتحرير محضر بالواقعة: «لما لقيت الطفل بيعيط اتخضيت جدًا، كان محطوط على فرش لونه بني، ولما سألت الجيران نصحوني أبلغ النجدة، بس الأول أخدته معايا البيت عشان أرضعه».
ذهب «محمد» لإكمال باقي إجراءات تحرير المحضر الذي يحمل رقم 12704 جنح قسم المطرية لعام 2022، فبعد تحويله للمستشفى، عرف أن الطفل عمره أيام قليلة، ولم يعرف سبب «الكحل» الذي كان موجودًا على عينيه، مضيفًا: «فضلت موجود مع الطفل النهاردة طول اليوم عشان أتابع الإجراءات، وسبت شغلي ومحلي مقفول، بس صعبان عليا الطفل ده، مش عارف ازاي أهل يعملوا كده في أولادهم».
لم تكن هناك أي كاميرات في الشارع الذي وجد فيه الطفل، مما يصعب العثور على الشخص الذي ألقاه بالمنطقة، وتم تحويل الطفل إلى مستشفى المطرية من أجل إكمال كافة الرعاية الطبية، قبل نقله لإحدى الملاجئ.
تعليقات الفيسبوك