الأزهري: الباحث في الحديث يلزمه التسلح بباقي العلوم كي لا يكون متشددا
الدكتور أسامة الأزهري
قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، إن علم الحديث «علم نقدي» يجرئ صاحبه على أن يجرح ويعدل في الرواة، ومن قصر نفسه عليه، صار مزاجه المعرفي ميالا إلى الجرح ورد الحديث، ما لم تصحبه التذكية وتهذيب النفس، لافتا إلى أن الباحث في الحديث يجب عليه أن يكون متسلحا بباقي العلوم، كي لا يكون متشددا في شروط قبول الحديث ورده، وتتحول صنعته إلى التخبط والهوجائية.
استنباط الأئمة الأربعة من حديث مؤشر لثبوته
أوضح أسامة الأزهري، خلال استضافته ببرنامج «الحق المبين» الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، على قناة «DMC»، أنه في حال اختلاف المحدثون عن أحد الأحاديث، ونجد أن الأئمة مالك والشافعي وأحمد وأبوحنيفة استنبطوا منه، يعتبر مؤشرا مهما على الثبوت والقبول، وإن كان السند ضعيفا، مشيرا إلى أنه ما من إمام من الأئمة، إلا وله دراسة وعلم في فقه الحديث.
مناهج متعددة لثبوت الحديث
أشار الأزهري، إلى أن الفقيه يعيد النظر بطريقة المحدثين في السمع والقياس، وفي نظر مختلف للرواة، بما يؤكد أن لديه رافد معرفي في مراجعة الحديث، ولا يجد حرجا في إعادة المراجعة بأدوات أخرى، واستخراج الأحكام التي ستنسب إلى الشرع حتما، لافتا إلى أن الحديث يمر بفلاتر متعددة للتأكد منه قبل نشره، مؤكدا أن هناك مناهج متعددة لثبوت الحديث، وهي ما أشار إليها في كتابه «إحياء علوم الحديث».