«عائشة» صعدت سلم المعاناة إلى منصة أوائل الثانوية.. ذاكرت ونامت على نفس الكنبة
فرحة أسرة عائشة
«من رحم المعاناة يولد النجاح»، مثالٌ يُعبر عن حال عائشة حسن طه، الطالبة الأولى على مستوى محافظة الإسكندرية للشعبة الأدبية في الثانوية العامة، فتلك الفتاة التي تعيش في منزل صغير مع والديها و3 أشقاء، لم يوجد لها مكان لمذاكرتها سوى «الكنبة» التي تنام عليها، فالمنزل عبارة عن غرفة وصالة، ليس ذلك فحسب، بل أيضا مرورها بصعوبات بدنية ونفسية تجاوزتها من أجل تحقيق حلم والدها.
«عائشة» تجاوزت المعوقات وأصبحت الأولى على الإسكندرية
فالمنزل الذي يقع بأحد الشوارع البسيطة في منطقة الرمل الميري شرق الإسكندرية، كان يعج بالفرحة العارمة، ليس لكونه منزل الأولى فحسب، بل لكمّ المعوقات التي تجاوزتها تلك الفتاة لتبرهن على أن الله لا يضيع أجر من أحسن عمله.
«كنت عايزة أشرفهم وماكسرش بخاطرهم».. بهذه الكلمات عبّرت «عائشة» عن حبها لعائلتها ومحاولتها تكليل تعبهم معها خلال عام كامل بالنجاح، حيث حملت على كتفيها حلم والدها الذي اعتاد أن يقول لها: «هتبقي من الأوائل والتليفزيون هييجي يصوّرك» فكانت ترد ساخرة: «ماتحلمش أوي».
حلم والدها تحقق
الحلم الذي حلمه والدها «حسن طه»، ذلك الرجل المتقاعد حاليًا «على المعاش» قد بذل لأجله كل غالٍ ونفيس، فبعدما تمكن من إخراج 3 أبناء «ولدين وفتاة» من كليات الهندسة والهندسة الزراعية والآداب، وجَّه بوصلته إلى «عائشة» آخر عنقود أبنائه، فكان يوفر لها كل ما يستطيع من أجل لحظة التفوق، فيقول ساخرًا والابتسامة تعلو وجهه: «كنت بصرف عليها كل معاشي لكن الحمد لله كله هان في لحظة النجاح».
مذاكرة الثانوية العامة
قبل عام من الآن، كانت عائشة تجهز نفسها لبدء ماراثون الثانوية العامة، أخذت قرارًا أن تتجاوز أي صعوبات نفسية أو بدنية، بالتحديد كونها تعاني من الأنيميا، إلا أن مؤشر الإرادة بداخلها كان قد وصل إلى أعلى مراحله، فبدأت في المذاكرة بنظام «الكيف لا الكم»، حيث تهتم بتحصيل المعلومات دون النظر إلى وضع ساعات محددة للمذاكرة.
«كنت بذاكر مادة أساسية في اليوم اللي بيكون درسها في نفس اليوم، ومعاها مادة إضافية اللي بكون محتاجة أذاكرها» هكذا كان نمط الحياة للطالبة الأولى على الإسكندرية، التي لم تكن تتوقع أن تصبح على قمة الهرم التعليمي بعروس البحر الأبيض المتوسط، إلا أنها كانت تثق أنها ستكون ضمن الأوائل بشكل عام.
أحلام «عائشة» بعد الثانوية العامة
ووضعت «عائشة» عدة كليات أمامها للمفاضلة بينها، حيث كانت تريد الالتحاق بكليات الألسن والإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية، موضحة أنها قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة 2022، كانت قد حسمت قرارها بالالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، القسم الإنجليزي.
وأرجعت ذلك القرار لكونها تأمل أن تصبح محللة اقتصادية أو تعمل في الاستثمار: «أنا كنت محتارة جدًا لأن كلية الإعلام والألسن كانوا متقاربين جدًا، لأني بحب اللغات جدًا، وبحب مجال الإعلام جدًا، بس حسيت إن الاقتصاد بيجمع بين الثلاث كليات».