حكم الشرع في الاستماع لمن يروج الشائعات.. مفتي الجمهورية يُحذر
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
بين الحين والآخر يجري تدوال الشائعات ويحرص البعض على انتشارها كالنار في الهشيم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا «فيس بوك»، لإثارة البلبلة أو الفتنة، دون النظر إلى مآال هذا الفعل إن كان حرامًا أم مشروعا، وهو ما أجاب عنه الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، ردًا على سؤال عن حكم الشرع في الاستماع لمَن يقوم بترويج الشائعات.
الشرع ينهي عن سماع الشائعة ونشرها
وقال مفتي الجمهورية في فتوى عبر الموقع الرسمي لدار دار الإفتاء: «نهى الشرع عن سماع الشائعة كما نهى عن نشرها، فقال تعالى: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ﴾، مستشهدا بقول الإمام البيضاوي في تفسيره: «ومن اليهود قوم ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ﴾، أي قابلون لما تفتريه الأحبار، أي: سماعون كلامك ليكذبوا عليك فيه، ﴿سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ﴾، أي: لجمعٍ آخرين من اليهود لم يحضروا مجلسك وتجافَوْا عنك تكبرًا وإفراطًا في البغضاء، والمعنى على الوجهين: أي مُصْغُونَ لهم قابلون كلامهم، أو سماعون منك لأجلهم والإِنهاء إليهم».
وأضاف مفتي الجمهورية: «كما ذمَّ سبحانه الذين يسَّمَّعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن، فقال تعالى: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾».
كما استشهد بقول الإمام النسفي في «مدارك التنزيل»: «﴿ولأَوْضَعُواْ خِلَالَكُم﴾ ولَسَعَوْا بينكم بالتضريب والنمائم وإفساد ذات البين.. والمعنى: ولأوضعوا ركائبهم بينكم، والمراد الإسراع بالنمائم، لأن الراكب أسرع من الماشي.. ﴿يَبْغُونَكُمُ﴾ حال من الضمير في أوضعوا ﴿الْفِتْنَةَ﴾ أي: يطلبون أن يفتنوكم بأن يوقعوا الخلافة فيما بينكم ويفسدوا نياتكم في مغزاكم ﴿وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ﴾ أي: نمَّامون يسمعون حديثكم فينقلونه إليهم ﴿والله عَلِيمٌ بالظالمين﴾ بالمنافقين﴾».
الشائعة تستهدف إيقاع العداوة والبغضاء
وتابع: «قال الإمام البغوي في معالم التنزيل: [﴿ولأوضعوا﴾ أسرعوا، ﴿خلالكم﴾ في وسطكم بإيقاع العداوة والبغضاء بينكم بالنميمة ونقل الحديث من البعض إلى البعض. وقيل: ﴿ولأوضعوا خلالكم﴾ أي: أسرعوا فيما يخل بكم، ﴿يبغونكم الفتنة﴾ أي: يطلبون لكم ما تفتنون به، ومما سبق يُعلم الجواب عن السؤال».