عرض تجربة مصر للتوسع في تنفيذ اللامركزية بالدورة الـ4 للجنة وزراء التنمية الأفارقة
عرض هشام الهلباوي مساعد وزير التنمية المحلية للمشروعات القومية، التجربة المصرية خلال فعاليات اليوم الأول لأعمال الدورة العادية الرابعة للجنة وزراء التنمية المحلية الأفارقة المعنية بموضوعات الخدمة العامة والحكومات المحلية والتنمية الحضرية واللامركزية التي تعقد في الفترة من 29 حتى 31 أغسطس الجاري تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ويأتي ذلك في إطار توجيهات اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، بعرض تجربة مصر في التوسع بتطبيق اللامركزية كنموذج يمكن لدول القارة الأفريقية الاستفادة منه وتطبيقه لدعم التنمية بها.
وتناولت جلسة العمل التناقشية للجنة الفرعية المعنية باللامركزية والحكومات المحلية، تجربة مصر وأوجه الاستفادة منها.
وأدار الجلسة السفير محمد حجازي مساعد وزير التنمية المحلية للتعاون الدولي، وأكد خلالها الدكتور هشام الهلباوي، أن تحركات وجهود الدولة المصرية في التنمية كانت محكومة بإطار من السياسات العامة والاستراتيجيات القومية المستجيبة للنمو الحضري المستدام كاستراتيجية تنمية المناطق المتأخرة تنمويا واستراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030، والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 2026، بالإضافة إلى الأجندة الحضرية الجديدة، مشيرا إلى أن مصر اتخذت خطوات مهمة وفعالة نحو التحول إلى اللامركزية وتطبيقها إذ نص عليها الدستور المصري.
تحقيق التنمية الشاملة
وأشار الدكتور هشام الهلباوي إلى أنه تم العمل على تطبيق اللامركزية من خلال إحداث التغيرات المؤسسية والإجرائية وبناء القدرات المصاحبة للتجارب بهدف الوصول إلى إدارة محلية قوية وفعالة من خلال رسم أدوار جميع الفاعلين المحليين والتنسيق بينهما وبين أدوار المؤسسات المركزية، وذلك لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والاستجابة لاحتياجات وتطلعات المواطنين، وتقديم الخدمات العامة بكفاءة وفاعلية.
وأوضح الهلباوي، أن اللامركزية ساعدت في إحداث تطوير مستدام في قدرات الإدارة المحلية وأدواتها التخطيطية والتنفيذية والتعاقدية والتزامها بتطبيق المعايير البيئية الاجتماعية وقواعد الحوكمة، ودعم التكتلات الاقتصادية ذات الميزة النسبية وتحسين الخدمات الموجهة للعمال والمواطنين، بالإضافة إلى مكون البنية الأساسية الذي يساهم في تعزيز دور المحافظات لتحسين خدمات البنية الأساسية وتقديمها بشكل عالي الجودة، على أن يتم ذلك بنهج تخطيطي تشاركي يضمن مشاركة المواطنين في عمليات التخطيط والتنفيذ.
ولفت إلى أن اللامركزية ساعدت على وضع نظام جديد للتخطيط في المحافظات، إذ تتم من أسفل لأعلى أي من المستوى المحلي إلى المركزي؛ فكل محافظة أصبح لديها لجان تشاركية من المواطنين تساهم في وضع الخطط التي يتم تنفيذها على أرض المحافظة، مشيرا إلى أن اللامركزية تنقسم إلى ثلاث أنواع «مالية وإدارية واقتصادية»، ويتم الآن ولأول مرة في مصر توزيع المخصصات المالية للمحافظات وفقا لعدة معايير أهمها عدد سكان كل محافظة، ونسبة الفقر، وأن تكون المحافظة قادرة على تحقيق موارد ذاتية ووضع خطط تشاركية.
التحول نحو اللامركزية
وطالب بضرورة زيادة الوعي وورش العمل في دول الاتحاد الأفريقي بشأن أهمية التحول نحو اللامركزية وأهميتها في تحقيق التنمية مع ضرورة الاستفادة من عرض نماذج التجارب الناجحة وتبادل الخبرات، وإبراز أهم التحديات التي تواجهه في تطبيقها، وذلك من خلال المؤتمرات المهمة التي تتم إقامتها على أرض مصر وأولها مؤتمر التغيرات المناخية في شرم الشيخ.
وشهدت الجلسة العديد من الاستفسارات وتلقي المقترحات من ممثلي دول الاتحاد بشأن أهمية تطبيق اللامركزية في أفريقيا ودورها في تحقيق التنمية المحلية، وضرورة رفع الوعي بها، كما طالبوا بضرورة أن يكون هناك احتفال على مستوى قاري ليوم اللامركزية يتم تنظيمه كل مرة في دولة من دول أعضاء الاتحاد.