«الدشيمي» جزيرة من رائحة الأجداد.. «شد القلوع يا مراكبي»
جزيرة الدشيمي ببحيرة البرلس
مياه عذبة ومراكب شراعية تغدو خماصًا وتروح بطانًا، وأشجار بجزوع بيضاء كالثلج حتى البيوت تطل بألوان حيّة، طبيعة خلابة آسرة برائحة الأجداد، السماء زرقتها تتلاشى مع زرقة المياه اللامعة وتتداخل في سحر لا يقاوم، تحتضن بين جدران بيوت سكانها حكايات الجزيرة الساحرة الممتد تاريخها للعصر الفرعوني، هنا تلوح دائمًا شراع مراكب الصيادين «شد القلوع يا مراكبي.. مفيش رجوع يا مراكبي».
«جزيرة الدشيمي» تعد إحدى المحميات الطبيعية ومقصد السياح الألمان والإنجليز، تقع على مساحة 114 ألف فدان شمال كفر الشيخ، تحتضن باتجاه شرق النيل فرع رشيد، قناة «برمبال» المورد المائي المغذي لمياهها، كما تحتضن 50 ألف صياد من أبناء مراكز «البرلس، وبلطيم، ومطوبس، والرياض».
«فتوح» 50 عامًا في مهنة الصيد
فتوح عبدالونيس أحد الصيادين في بحيرة البرلس، قضى خمسين عامًا في مهنته، كل يوم يبحر رفقة زملاءه بمركبه الشراعية الصغيرة قبل أول ضوء للنهار قاصدًا جزيرة الدشيمي، لا يعود قبل الغروب أبدًا، لم يشعرا بالملل يومًا، سحره جمال الجزيرة، يتذكر الرجل الستيني حكايات رواه له أبيه في صغره جميعها كانت من نسيج الخيال إلا أنَّ الجميع كان يتسامر بها وكأنَّها حقيقة، ينظر للبحيرة متذكرًا «في صغري، حكى لي أبي أن من يجلس على تلك البحيرة ليلاً ليشاهد جمال النجوم والقمر الساطع يحالفه الحظ في الزواج فهي جزيرة مسحورة بالسعادة».
تاريخ جزيرة «الدشيمي»
تعود نشأة جزيرة الدشيمي لعصر الفراعنة وتحديدًا إبان حكم الملك رمسيس الثاني، يتوافد عليها الآلاف كل عام لما لها من جمال خلاب وساحر لا يقاوم خاصة في وقت الغروب أو في الساعات الأولى من بزوغ الفجر كأثر خالد وشاهد على عظمة التاريخ وفق ما ذكره حمدي شرابي رئيس جمعية الصيد الألي في بحيرة البرلس، لـ«الوطن».