«الملكية الفكرية».. استراتيجية قومية لحماية «إبداع المصريين» (ملف خاص)
ضمن أهداف التنمية المستدامة «رؤية مصر 2030».. وتحت رعاية الرئيس
الكاتب الصحفي كرم جبر خلال الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية
تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى خطوة رائدة غير مسبوقة، تطلق مصر الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، فى احتفالية كبرى تقام بالعاصمة الإدارية الجديدة، اليوم، بحضور رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى، ودارين تانج مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
وقطعت مصر خطوات كبيرة خلال السنوات الماضية وصولاً إلى إعداد الاستراتيجية الوطنية تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسى بأهمية حماية الملكية الفكرية، بما يسهم فى تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة «رؤية مصر 2030».
وترتبط أهداف الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية فى مصر بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وأجندة المنظمة العالمية للملكية الفكرية للتنمية، جنباً إلى جنب مع برنامج الإصلاحات الهيكلية الذى تتبناه الحكومة، بما يضمن تحقيق التناغم والتكامل بين سياسات وأهداف الدولة فى جميع المجالات.ورغم أن مصر تملك، منذ عام 1939، العديد من القوانين ذات الشأن بحماية الملكية الفكرية، فإن التطورات التى شهدها العالم، والتقدم التكنولوجى، والاقتصاد المعتمد على الفكر والابتكار، الذى أصبح جزءاً أساسياً فى عملية التنمية الشاملة، عزَّزت ضرورة إطلاق استراتيجية متكاملة جديدة تتوافق مع أحداث مستجدات العصر فى جميع المجالات الفنية والإبداعية والاجتماعية والاقتصادية.
وتسعى الدولة المصرية، عبر خطوتها غير المسبوقة، إلى خلق بيئة محفزة للابتكار، قائمة على اتباع النظم الدولية بشكل متوازن وفعال، بما يضمن الملكيات، ويحمى الحقوق المتعلقة بالملكية الفكرية، ويعزز الأنشطة البحثية والتجارية لتقديم منتجات وخدمات تلبى احتياجات المجتمع فى شتى مناحى الحياة، إضافة إلى دعم الاقتصاد المصرى من خلال فتح مجالات اقتصادية جديدة، ومن ثم خلق فرص عمل إضافية، بما يتوافق مع حركة سير الاقتصاد العالمى وآخر تطورات التكنولوجيا الحديثة.
جهاز قومي لحماية الابتكار وخلق مناخ داعم للعمل
تسير مصر بخطوات ثابتة ناجزة فى ملف حماية الملكية الفكرية، وسط إشادات كبيرة بالاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية التى أعدت تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، تمهيداً لإطلاق الجهاز القومى للملكية الفكرية.
ويعمل الجهاز على حماية الملكية الفكرية فى جميع المجالات، فوجود جهاز واحد مشرف على الملكية الفكرية يعمل على خلق مناخ داعم للعمل ومن ثم تعديل التشريعات، إضافة إلى نشر الوعى المجتمعى بأهمية الملكية الفكرية، وترتبط أهداف الاستراتيجية ومحاورها مع كل من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وأجندة المنظمة العالمية للملكية الفكرية للتنمية، تماشياً مع «رؤية مصر 2030»، وبرنامج الإصلاحات الهيكلية الذى تتبناه الحكومة.
وبدأت المؤسسات تخطو خطواتها استعداداً للاستراتيجية الوطنية، وعقد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مؤتمراً صحفياً، السبت الماضى، بحضور كرم جبر رئيس المجلس، و4 وزراء، وثمن الحضور إطلاق الاستراتيجية بما يضمن تحقيق التناغم والتكامل بين سياسات وأهداف الدولة فى جميع المجالات، حيث إن الوعى المجتمعى بالملكية الفكرية مهم، لأن هناك شركات تكون حريصة على الاستثمار فى مصر وتوفير فرص عمل، لافتة إلى أن معرفة كيفية استخدام التكنولوجيا أمر مهم لإتاحة فرص عمل للشباب.
ووجّه المؤتمر الشكر إلى الرئيس «السيسى» على إطلاق هذه الاستراتيجية بعدما كانت هناك مطالبات دولية ومحلية بانضمام مصر إلى اتفاقية الملكية الفكرية.
وأكد الحضور أهمية القوانين المنظمة لحماية حقوق الملكية الفكرية، حيث تساعد على تشجيع المخترعين والمبتكرين والمبدعين من خلال منحهم حقوقاً أدبية ومالية، ويمكن للأفراد ومختلف المؤسسات الأكاديمية والبحثية والتجارية والصناعية الاستفادة من صورها المختلفة وتعظيم المردود الاجتماعى والعائد الاقتصادى، لافتين إلى أن عدد براءات الاختراع المقدّمة لمكتب براءات الاختراع وصل إلى 884 طلباً من الباحثين والهيئات المصرية، مقارنة بـ1271 طلباً لتسجيل براءات الاختراع فى 2021، وقد سجّلت 86 براءة اختراع، مقارنة بـ498 براءة اختراع على مستوى العالم فى 2021. كما أكدوا ضرورة توعية المواطنين بأهمية الملكية الفكرية، والتنسيق مع الجامعات ودراسة حزمة من الحوافز لتحفيز أعضاء هيئة التدريس ومراكز البحوث لخدمة الصناعة.
كرم جبر: الاستراتيجية مناسبة تاريخية ومهمة وتشجع العقول المبدعة.. وتعاون للوصول إلى مركز متقدم بين دول العالم
من جانبه، قال الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن الإعلان عن إطلاق الرئيس «السيسى» للاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، مناسبة تاريخية ومهمة، موضحاً أنها تتصدى لقضايا المناخ والبيئة، وتعمل على تشجيع العقول المبدعة والحفاظ عليها ومنح أصحابها الحقوق الأدبية وحماية حقوقهم القانونية.
وأشار إلى أن مصر ترسل رسالة إلى العالم بأنها تحترم حقوق الملكية الفكرية، مضيفاً أنه سيكون هناك تعاون بين مصر ومنظمة الملكية الفكرية الدولية فى مجالات التدريب والتأهيل، للوصول إلى مركز متقدم بين دول العالم.
وفى السياق ذاته، أكدت الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة، الاهتمام الذى توليه مصر بدعم تمكين المرأة فى مجال الملكية الفكرية، للاستفادة من أصولها الإبداعية والابتكارية فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
مايا مرسي: المرأة تمثل 43% من الباحثين في مصر وتتعدى النسب الدولية.. والمجلس يضم لجنة متخصّصة في البحث العلمي
وقالت «مرسى»، فى تصريحات لها، إن إجمالى براءات الاختراعات الصادرة خلال الـ10 أعوام الماضية للمصريين والمصريات بلغ 965، منها 131 «سيدات» و318 براءة اختراع «سيدات ورجال» معاً، وتمثل المرأة بنسبة تقارب 43% من نسبة الباحثين فى مصر، وهذه النسبة تتعدى النسب الدولية أو الحاجز الدولى.
وأشارت «مرسى» إلى أن المجلس يضم فى تشكيله لجنة متخصّصة فى مجال البحث العلمى، ترأسها الدكتورة نادية زخارى، وزيرة البحث العلمى السابقة، وتعمل اللجنة على صقل قدرات ومهارات المرأة ودعمها، وذلك عبر عقد ورش عمل ولقاءات لشرح قواعد تسويق الابتكارات العلمية، ومهارات عرض الأفكار على سيدات ورجال الأعمال والتواصل مع المستثمرين والمستثمرات والفرص التى تقدمها الدولة.
وتحدّثت «مرسى» عن المشروعات الصغيرة التى يقيمها المجلس القومى للمرأة للسيدات فى محافظة المنيا، والتى تعتمد فى الأساس على ابتكارات علمية، مثل استخراج الزيوت العطرية والطبية من النباتات، وتدوير القمامة، فضلاً عن مشروعات «الأكوابونيك» للسيدات فى محافظة الفيوم؛ حيث يتم تدريبهن أيضاً على استخدامها لإقامة مشروع متناهى الصغر لزراعة السمك والخضراوات الحيوية بمنازلهن.
«الخلفاوي»: الملكية الفكرية علم يحقق تريليونات الدولارات للشركات والأشخاص والمؤسسات
من جانبه، قال فرج الخلفاوى، أستاذ القانون ووكيل تسجيل حقوق الملكية الفكرية، إن الملكية الفكرية هى علم يحقّق تريليونات الدولارات لشركات وأشخاص ومؤسسات ودول ويقوم اقتصادها على الملكية الفكرية. وأضاف، فى تصريحات، أن الملكية الفكرية هى إبداع أى فكر عقلى للإنسان وتستحق الحماية لأن هذا الإبداع والابتكار له مقابله المادى.
وأردف «الخلفاوى» أن الملكية الفكرية نشأت فى 1995، عندما ضغطت الدول العظمى لتمريرها، وذلك لحماية استثماراتها فى الدول النامية، لأنها صاحبة الاختراع والابتكار والإبداع.
وأكد أن هناك شركات أدوية حققت مليارات الدولارات خلال أيام لمجرد طرحها إعلاناً عن التوصل إلى لقاح يحد من انتشار فيروس «كورونا»، بسبب الملكية الفكرية لمخترعها.