طفلتان في عمر الثلاثين تبحثان عن عمل وسيارة لذوي الهمم: نفسنا نعيش
هالة وندى
في بيت صغير بقرية كفر أيوب التابعة لمركز بلبيس بالشرقية، تعيش أسرة مكونة من 5 أفراد، عائلهم يعمل بالأجر اليومي، وزوجته ربة منزل، رزقهما الله بثلاثة من الأبناء، فتاتين وشاب، الكبرى «هالة» 30 عامًا، والصغرى «ندى» 27 عامًا، من قصار القامة، لديهما إعاقة ذهنية و«محمد» وهو شخص طبيعي.
الأب: «تزوجت دون تحاليل ما قبل الزواج»
يقول الأب «السيد حسن» 57 عامًا، في تصريحات لـ«الوطن»: «تزوجت ابنة خالي ولم يكن لدينا علم بتحاليل ما قبل الزواج وقتها، وبعد مرور 3 سنوات من إنجاب أول فتاة، لم نلحظ أي نمو جسدي أو ذهني للطفلة، ثم ولدت زوجتي البنت الثانية، واكتشفنا إنها نفس حالة أختها».
وتضيف الأم «فايزة صلاح»: «لم نترك طبيبًا إلا وزرناه لإيجاد دواء يعالجهما، ولم نفقد الأمل، بل ترددنا على المستشفيات في أنحاء مصر، وكان الرد دائما أن العلاج في ألمانيا والأدوية باهظة الثمن».
طفلتان في عمر الثلاثين
ويلتقط الأب طرف الحديث، قائلًا: «ما زلنا نعاملهما معاملة الأطفال، فهما كطفلتين، وتعتمدان علينا بسبب قصورهما الجسدي والذهني، ولا نستطيع زيارة أي حد ونتركهما بمفردهما».
إحداهن أجرت 4 عمليات
ويشير الأب إلى أن الفتاة الكبرى أجرت عمليات جراحية كثيرة لتصليح إعوجاج الساقين كما أن الصغرى في حاجة لعلاج هي الأخرى بعظامها بالإضافة لمعاناتها من حالة نفسية منذ 3 سنوات بسبب ما تعرضت له من تنمر في الشارع، فجعلها تنطوي على ذاتها بالمنزل.
الأب: «لو احتجت حاجة بقول لبنتي ادعيلي وبلاقي كله مجاب»
ويسترسل الأب: «مش محتاج فلوس من حد، ربنا رازقني برزقهم، ولو يوم ما لقتش شغل بقول لبنتي (هالة) ادعيلي، وهي تقول يا رب، وما فيش طلب تطلبه إلا وأحققه بفضل الله، ولقيت الستر والفضل من الله بسببهما».
واختتم: «أنا خايف عليهم من الزمن بعد عمر طويل، وأناشد وزارة التضامن الاجتماعي بتوفير سيارة المعاقين لهم دون قطع معاشهما الذي تتقاضيانه (تكافل وكرامة)، وتوفير فرصة عمل لهما باعتبارهما من ذوي الهمم أو توفير مساعدة من الدولة دائمة تقيهم السؤال».