مأساة شاب توفى والده وشقيقه في 3 أيام: «مش عارف أعيش من غيرهم»
الأب والابن المتوفيان في سوهاج
لم يكن يعلم الابن أنه سيذهب إلى دفن وعزاء والده ثم بعد 3 أيام يودع شقيقه الذي لحق بأبيه بعد 3 أيام، إذ سيطرت حالة من الحزن الكبير على أهالي مركز طما شمال محافظة سوهاج، بعد مصرع شاب في حادث عقب وفاة والده بـ3 أيام.
تشييع جثماني الأب والابن
شيّعت قرية كوم أشقاو في طما، جثمان «سيد. محمود» 60 عامًا، منذ 3 أيام بعد وفاته داخل أحد المستشفيات، وبعدها بثلاثة أيام، لقي نجله «محمود» البالغ من العمر 38 عامًا، مصرعه في حادث انقلاب سيارة في الواحات، وتم تشييع جثمانه.
«أنا مش مصدق إن أبويا وأخويا ماتوا.. أنا أكيد بحلم.. لسه مسلم عليهم قبل مال أسافر وكانوا بيضحكوا معايا.. أنا مش هعرف أعيش من غيرهم.. أنا عايز حد يفوقني»، بهذه الكلمات الموجعة، بدأ «أحمد سيد»، نجل وشقيق المتوفيين حديثه لـ«الوطن».
وأضاف «أحمد»: «أعمل في القاهرة، وجاءني خبر وفاة أبي، فأسرعت إلى استقلال أحد قطارات السكة الحديد، وتوجهت نحو بلدي لأرى والدي، وكل ذلك وأنا على أمل أن يكون ما سمعته كذبا، وعندما رأيت والدي متوفيا، بكيت بشدة».
مصرع الابن بعد والده بـ3 أيام
وتابع: «وبعد انتهاء واجب العزاء في والدي، توجه شقيقي الأكبر نحو الواحات، وبعد مغادرته لنا بـ24 ساعة جاءني الخبر الثاني بمصرع شقيقي، ونحن في حالة من الدهشة والحيرة وعدم التصديق، وكأنه بيودعنا».
وأشار إلى أن «والدي وشقيقي كانا لا تفارقهما الابتسامة على وجوههما، وكانا لهما بين الناس مكانة كبيرة ووطيدة، وكان والدي في آخر أيامه قد لزمه المرض، ومع ذلك كان دائما ما يؤكد علي وعلى أشقائي أن يحرصوا على صلة الأرحام».
وأوضح: «شقيقي محمود سيد قبل وفاته كان وجهه شديد البياض والجمال، كأنه يعلم أنه يودع، ولكن لم يكن في معلومنا أنها آخر أيامه، فمات أخي تاركا خلفه 3 من الأبناء، اثنين في المرحلة الإعدادية، والثالث ما زال طفلا، مات أبي وأخي تاركين خلفهما جرحا عميقا».