تفاصيل مصرع أب حاول إنقاذ طفليه من الغرق في ترعة بالشرقية
الأب الغريق بالشرقية
يبقى الأب هو السند والحماية وحائط الصد لأبنائه، ليقيهم مصائب الأيام، ويفديهم بروحه إذا تطلب الأمر، وهذا ما فعله «إبراهيم دهشان»، 49 عاما، والذي ضرب مثالا نبيلا للتضحية بنفسه وفداء أبنائه، إذ ألقى بنفسه في مياه ترعة عميقة بمركز الحسينية بالشرقية، لينقذهم من الغرق، لكنه مات غريقا.
قال علي الدهشان، عم الأب المتوفى، لـ«الوطن»، إن الأسرة المكلومة لم تهنأ بقرار الأب الانتقال بزوجته وأطفاله إلى مسكن جديد في مدينة الصالحية الجديدة، تاركا مسقط رأسه قرية الملكيين البحرية، وفي اليوم الأول وبعد جاهزية المنزل لاستقبال الأسرة، شرع جميع أفرادها في نقل الأثاث وترتيب المنزل للحياة الجديدة، إلا أنها كانت خالية من الأب الذي غادرهم قبل أن يقضي يوما واحدا معهم في هذا المسكن.
مات فداء لأطفاله
وأضاف «الدهشان»، أن ابن شقيقه إبراهيم محمد إبراهيم دهشان البالغ من العمر 49 عاما، لقي مصرعه غرقا في مياه ترعة الكسارة بنطاق الصالحية الجديدة، عندما نزل طفليه البالغين من العمر 10 و13 عاما ليسبحا في مياه الترعة، واستنجدا بالمارة وبوالديهما حينما أوشكا على الغرق، فما كان من الأب إلا أن ألقى نفسه في المياه لانتشال طفليه قبل غرقهما.
ونجح الأب في انتشال أطفاله من الغرق وأخرجهما إلى حافة الترعة واطمأن عليهما، إلا أن المياه سحبته لعمق الترعة، وظل يعافر في محاولة للنجاة إلا أنه اختفى عن العيون وغرق في مياه الترعة.
إخطار بواقعة الغرق
وكان اللواء محمد صلاح، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من شرطة النجدة في الصالحية الجديدة يفيد ورود إخطارا يؤكد غرق مواطن حاول إنقاذ طفليه من الغرق في مياه ترعة الكسارة بنطاق الصالحية الجديدة، وانتقلت قوة أمنية تابعة لمديرية أمن الشرقية إلى مقر واقعة الغرق بمصاحبة فريق من الإنقاذ النهري بالشرقية لانتشال جثة الأب الغريق، وبعد البحث تم العثور عليه.
تحرير محضرا بالواقعة
تحرر محضر بالواقعة وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة اللازمة، فيما تم التحفظ على الجثمان بمشرحة مستشفى الصالحية الجديدة، وطالبت النيابة العامة بتقرير حول سبب الوفاة، فيما تبين أن سبب الوفاة اسفكسيا الغرق.
الحزن يعم قرية الملكيين البحرية
واتشحت قرية الملكيين البحرية التابعة لمركز الحسينية بالسواد، ظهر اليوم الاثنين، بعد مصرع أحد أبناء قريتهم غرقا، والذي كان يتسم، وفق حديث الأهالي، بحسن خلقه وطيب سيرته، وشيع العشرات من أهالي القرية جثمانه إلى مثواه الأخير في مقابر قريته.