أصدقاء طلاب حادث الشرقية يودعونهم بقراءة القرآن حتى الفجر.. تنفيذا للوصية
جنازة طلاب الشرقية
في جنح من الليل، وداخل مقابر الحسينية في محافظة الشرقية، جلس عدد من جيران وأصدقاء طلاب الشرقية ممن لقوا مصرعهم غرقاً في حادث طريق «الحسينية - فاقوس» أمس الأربعاء، ممسكين بمصاحف يتلون منها ما تيسر من القرآن الكريم، منفذين بذلك وصية أحد الضحايا بعدم تركه وحيداً في أول ساعات بعد دفنه في قبره.
وجوه شاردة غير مصدقة ما حدث، فقبل ساعات قليلة كان الطلاب متجمعين في أحد شوارع القرية، بينهم من ودع بعض جيرانه بسلام وابتسامة معهودة، إلا أنه عاد في كفن إلى قبره ولم يعد لمنزله.
يقول عبد العزيز متولي، صديق أحد المتوفين في حادث الشرقية، إنه كان يعمل في مكان قريب من منزل الراحل أثناء تلقيهم خبر الوفاة، مشيراً إلى أن الجميع هب إلى مكان الحادث بعد وصول الخبر.
صديق الراحل: تمنى أن يكون أول متوف في أسرته
وقال صديق الضحية لـ«الوطن»، إن الشاب أحمد عزت تمنى أن يكون أول المتوفين في منزله وبين أسرته، لعدم قدرته على تحمل فراق أي من أبيه أو أمه أو أشقائه.
وتابع، بأن احمد عزت أحد ضحايا حادث الشرقية أوصى أصدقائه حال وفاته ودفنه ليلاً أن يبقوا معه في المقابر حتى الفجر، قائلاً «أحمد ترك وجعا في قلوب الجميع، ومحمد أيمن كان من زينة الشباب، وكلهم تركو ألما بعد رحيلهم، والحسينية كاملة حزنت لفراقهم».
الضحايا كانو ملتزمين بصلاة الفجر
وقال «متولي»، إن المتوفين في حادث الشرقية كانو يداومون على صلاة الفجر يومياً، وشهد لهم الجميع من أهالي الحسينية بحسن السير وحسن الخلق داعيا الله أن يتغمدهم بالرحمة.
وتابع «نحن نعزي أنفسنا في الضحايا، كلهم أخواتنا، ما بنعزيش الأسرة ولا أهلهم لأننا كلنا أهلهم وكلنا جيران وأصحاب، وهم الآن في مكان أفضل».