حكاية صورة بمحفظة الطالب «أحمد» ضحية حادث الشرقية: قصة وفاء لم تنته برحيله
أصدقاء أحمد عزت طالب الطب
لم يتمالك نفسه من البكاء فور علمه برحيل صديقه المقرب في حادث سيارة، إذ اعتاد الصديقان على التحدث سويا ورسم أحلامهما معا، دون أن يدركا أن القدر سيكتب لهم مصيرا آخر، بعد أن فارق أحمد عزت الطالب بكلية طب جامعة الزقازيق، الحياة مع 3 آخرين، ليعثر «فريد» على مفاجأة صادمة في محفظة صديقه المقرب جعلته غير قادر على تصديق رحيله.
«كان شايل صورتي معاه في محفظته».. كلمات نطقها فريد السيد شوقي بمزيج من الحزن والبكاء، إذ ذهب الطالب بكلية الحقوق والمقيم في مدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، إلى المشرحة فور علمه بالحادث المؤلم، بصحبة أحد أفراد صديقه المقرب أحمد عزت، وما أن شاهد جثمانه حتى سقط على الأرض غير مصدق رحيله بتلك السرعة بعد انقلاب السيارة الملاكي التي كان يستقلها رفقه أصحابه في ترعة أبو الأخضر بنطاق فاقوس، وعند استلام محفظته وجد صورته الشخصية معه، ليضرب الشاب الراحل أروع مثل في الصداقة والوفاء.
«فريد»: «أحمد» كان شايل صورتي معاه في محفظته
يحكي «فريد» في حديثه لـ«الوطن»، أنه جمعته علاقة صداقة وأخوة مع «عزت»، إذ كان الطالب الراحل مقربًا منه: «إحنا أخوات وأصحاب من الطفولة، وصداقتنا لسه مستمرة حتى بعد وفاته»، مشيرًا إلى أنه تسلم أغراض صديقه من بينها محفظته الخاصة، وعندما فتحها وجد بداخلها صورته الشخصية.
لم يكن طالب الحقوق يعرف أن صديقه المقرب الراحل يحمل في محفظته صورة شخصية له: «أنا عارف إنه بيحبني وعلاقة الإخوة اللي ما بينا ما تتوصفش، لكن اتفاجئت بصورتي في محفظته، ما كنتش عارف أعيط ولا أفرح إني بالغلاوة دي عنده»، لافتًا إلى أنه سيظل متذكرا صديقه الراحل مهما طال الزمن.
وشهدت محافظة الشرقية أمس الأربعاء، حادثًا مآساويا إذ انقلبت سيارة ملاكي في مياه ترعة أبو الأخضر بنطاق مركز شرطة فاقوس، كان يستقلها 5 طلاب من كلية الطب بجامعة الزقازيق، لقي 4 مصرعهم بينما كتب القدر نجاة الطالب الخامس.
وشيع المئات من أهالي مركز ومدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، 4 جنائز في مشهد مهيب للطلاب الراحلين، الذين فارقوا الحياة في الحادث الأليم وجرى دفنهم بمقابر أسرهم.