حكاية حلاق المرج.. سقط من شقة خطيبته السابقة أمام عيون والدته
محرر الوطن مع صديق المجنى عليه
رغم أن عمره لم يتعد 22 ربيعًا، إلا أنه جيناته حملت كثيرًا من المسؤولية والجدعنة والطيبة، حمل مسؤولية منزله على أسرته، وراح يعمل هنا وهناك، حتى وجد نفسه يميل للعمل في مهنة «الحلاقة»، داخل محل صغير على مقربة من منزله، تعلم الصنعة وفتح محلا له ليوفر مصاريف بيتهم، لا يترك فرضًا الا ويؤديه داخل المسجد.
يوميًا يخرج أحمد صباحًا ويعود ليلا، منهكًا مرهقًا من العمل، وفى إحدى الأيام، هداه تفكيره أن يتزوج من إحدى فتيات المنطقة، وتمت الخطبة فى حضور عائلي، لكن لم يكتب لها القدر الاستمرار كثيرًا، سوى 30 يومًا ليقرر الشاب سريعًا فسخ الخطوبة رافضًا حتى أخذ المشغولات الذهبية والهدايا، وتم الإنفصال فى هدوء.
بعد نحو عام ونصف على الانفصال، وبالتحديد الخميس الماضي، داخل حارة ضيقة متفرعة من أحد شوارع منطقة عزبة النخل بالمرج، صوت إرتكام قوى، وصرخات لا تتوقف، يتجمع الأهالي في الشارع والشوارع المجاورة، محاولين فهم حقيقة ما يحدث، وعقب وصولهم كانت الصدمة، جثة أحمد ملقاة أرضًا فى وسط الحارة.
لا يتحرك، لا يتكلم، وبجوار الجثة تقف والدته منهارة، وفي صدمة، عيونها لا تتوقف عن البكاء، ولسانها لا يتوقف عن الصراخ، ويقوم أحد أصدقاء المجنى عليه بنقل الجثة من وسط الشارع الى أسفل العقار فى حالة صدمة، وبعد دقائق قليلة يصل رجال الشرطة الى مكان الواقعة، ويتم القبض على المتهمين من أسرة خطيبته السابقة، واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة فى الواقعة.
كواليس جريمة المرج
لكشف كواليس تلك الجريمة المآساوية، انتقلت «الوطن» الى منطقة المرج ونقلت تفاصيل ما حدث على لسان صديق المجنى عليه والأسرة.
بكلمات صادمة وملامح حزينة، روى أحمد كامل صديق المجني عليه تفاصيل سقوطه من منزل أسرة خطيبته السابقة خلال حديثه لـ«الوطن»، فيقول إنه في ذلك اليوم، كان متوجهًا لزيارة والدته، وتقابل مع شقيق المجني عليه، وتفاجىء أنه يطلب منه أن يأتى معه لإحضار أحمد من منزل أهل خطيبته السابقه، وبالفعل توجه معه.
وعندما وصلا إلى الشارع، تفاجىء بوجود والدة أحمد فى الشارع، وكانت قلقة للغاية على نجلها، وأخبرتهم أنه ستدخل المنزل لإحضار نجلها من أعلى، وكانت الصدمة حينما تفاجئوا بسقوط المجنى عليه من الطابق الرابع دون أى حركة قائلًا «فجأة لقينا أحمد بيقع من فوق، أنا أفتكرته شوال، ومكانش فيه أى نبض ولا حركة».
وأضاف: «بعدما سقطت الجثة، كان فيها آثار ضرب على العين الشمال، وفقأ فى العين الأخرى، شيلته ووضعت جثته على الجانب على، وفضلت قاعد جنبه لغاية ما الناس قومونى، ولسانى أتشل من الصدمة وروحت مستشفي اليوم الواحد أخدت حقنة عشان تفوقنى من اللى أنا فيه».
وأوضح أنه يتردد أن المجني عليه، كان متوجهًا إلى منزل أسرة خطيبته السابقة، بناء على مكالمة هاتفية من أحد أشقائها بعدما عرض عليه أن يشاركه فى إحدى محلات الحلاقة، كما أن أحد سائقي التوك توك، أخبرهم بأنه قام بتوصيل المجنى عليه الى الشارع الموجود به منزل أسرة خطيبته السابقة، قائلًا: «سائق تاتوك توك قال أنا أخدته من عند جامع أبو السعود الساعة 11 بالليل ووصلته لحد الشارع بره عندهم ومشيت وسبته وقاله أنا رايح أشوف مصلحة هنا وجاى».
مكالمة هاتفية
وبدموع الفقد، يقول «محمد. ر» شقيق المجنى عليه، إن اكتشافهم للجريمة جاء عن طريق مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص، يخبرهم أن أحمد تم قتله، وسقوط جثته من الطابق الرابع من منزل أسرة خطيبته السابقة.
وأضاف شقيق المجنى عليه، أن الضحية تعلم مهنة «الحلاقة» منذ طفولته داخل أحد محلات الحلاقة الموجودة بالمنطقة، وبعد 3 شهور، تعلم المهنة، وقام بفتح محل حلاقه على مقربة من منزله للحصول على لقمة العيش، وبعدها قرر الارتباط وتقدم لخطبه إحدى الفتيات وبعد شهر من الخطوبة تم فسخها حيث قرر إبلاغ أسرتها برغبته فى فسخ الخطوبة وترك المشغولات الذهبية والهدايا لهم دون أن يطلبها.
تعالى خدى ابنك
وقالت أم المجني عليه، إنها خرجت من منزلها سريعًا للاطمئنان على نجلها، كما أن شقيق خطيبة ابنها السابقة، أخبرها في الهاتف «تعالي خدى ابنك»، مشيرًة إلى أن جنازة نجلها شهدت تجمع المئات من أهالى المنطقة، نظرًا لأنه كان يتمتع بسمعة طيبة، وحب بين الجميع في المنطقة.
بلاغ
كانت بداية تلك الجريمة التى وقعت الخميس الماضي، بلاغ الى رجال الشرطة بالمرج يفيد سقوط شاب من الطابق الثالث من إحدى المنازل، وعلى الفور أنتقل رجال الشرطة الى مكان الواقعة وبالفحص تبين سقوط الشاب من بلكونة شقة أسرة خطيبته السابقة، وتم القبض على المتهمين واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة.
وتجري جهات التحقيق تحقيقاتها مع المتهمين «أسرة خطيبته السابقة»، وأمرت جهات التحقيق بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت بسرعة إجراء تحريات رجال الشرطة فى الواقعة.
وحول عقوبة ارتكاب جريمة القتل، يقول يوسف أحمد كامل المحامي بالنقض، في تصريحات لـ«الوطن»، إن قانون العقوبات وبالتحديد الفقرة الثانية من المادة 234، نصت على أنه يحكم على فاعل جناية القتل العمد بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، مشيرًا إلى أنَّ هذا الظرف المشدد، يفترض أنَّ الجاني ارتكب بجانب جناية القتل العمد جناية أخرى، وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعني أن هناك تعددًا في الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.