«أخلاقنا الجميلة».. «حمدي» يوزع مياه معدنية مجانا: «اروي عطشك وادعيله»
توزيع زجاجات المياه مجانا بالطريق
شارع واسع مليء بالسيارات من كل اتجاه، تحيطه من الجانبين محال ويتوسطه كوبري يقسم الشارع إلى نصفين، الساعة الواحدة ظهرًا، المارة يتصببون عرقًا، رغم اقتراب رحيل فصل الصيف إلا أن حرارة الشمس في هذا التوقيت حارقة، كل أمل من يوجد ف الشارع أن يشرب قطرات ماء ترويه وتعينه على مشواره، قبل أن يجدوا وسط شارع سكة الوايلي منضدة صغيرة عليها زجاجات مياه معدنية، والمفاجأة أنها متاحة للشرب مجانا لوجه الله.
محمد: مينفعهش يدخل جيبي فلوس من الميه
«هو بوق المياه ينفع نشربه لحد بفلوس؟».. هكذا تحدث محمد حمدي، صاحب أحد المحال بشارع سكة الوايلي، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يتقاضى أي أموال من أحد مقابل المياه المجانية، بعدما اعتاد على منح زجاجات المياه مجانا للمارة في الشارع، كلما اشتدت حرارة الجو، حتى أنه عرف بذلك وسط أقرانه من البائعين.
عادة «حمدي» لم تكن فكرته هو، إنما توارثها عن والده ومن قبله جده، اللذين كانا مواظبان على توفير المياه للجميع مجانا، «الناس بتاعة زمان دي كانوا على طول بيعملوا كدة، أبويا وجدي كانوا بيجيبوا قلة كبيرة وقلل صغيرين ويرصوهم جنب المحل عشان الناس تشرب، وأنا مكمل عادتهم وموصي ابني كمان يعمل زيي ميقطعش العادة دي».
محمد يحافظ على عادته رغم الظروف الاقتصادية
في أوقات الحر الشديد يخرج «حمدي» وأحد العاملين بمحله ليوزع زجاجات المياه على الناس، لكنه وجد حيلة أفضل لعدم إحراج أحد، ولكي يشرب من يريد دون حرج، «في الأول كان أخرج أوزع المياه بإيدي، بس لقيت في ناس بتتكسف تاخد، خاصة لو معرفة يعني، فبقيت اسيبها على ترابيزة صغيرة في الشارع والناس بتعدي تاخد وعارفين إنها ببلاش».
يوضح «حمدي» أنه في الآونة الأخيرة لم يعد قادرًا على جلب المياه كل يوم، لكنه حافظ على ذلك كلما اشتدت حرارة الجو، «الظروف ساعات بتضيق على الواحد، بس ربنا بيفرجها عليا بسبب شوية المياه دول»، واستكمل مازحًا: «بفكر في الشتا أعمل حمص شام».