أين تقف المجر من الأزمة الروسية الأوكرانية؟.. أدانت العقوبات ضد موسكو

بينما ترسل الدول الأوروبية أسلحة إلى أوكرانيا وتحاول تقليل الاعتماد على الطاقة الروسية، تتخذ المجر مسارًا مختلفًا تمامًا، حيث رفض رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان حتى الآن إرسال مساعدات عسكرية إلى كييف، بحسب ما نشرت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن المجر قد أبرمت مؤخرًا صفقة غاز جديدة مع الكرملين لمساعدتها على مواجهة أزمة الطاقة في الشتاء، في الوقت الذي تسعى فيه الدول الأوروبية إلى تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، كما أن المجر تعتبر أكثر انفتاحًا على استمرار العلاقات الدبلوماسية الطبيعية مع روسيا.

رفض تدريب العسكريين الأوكران

تعتبر المجر هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي ترفض دعم مبادرة بروكسل لتدريب الجيش الأوكراني في أوروبا ،كذلك تعكف عن تزويد أوكرانيا بالدعم العسكري من أسلحة ومعدات مثل ما تفعل باقي الدول الأوروبية.

وقال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو إن بلاده لن تشارك في مهمة تدريب الاتحاد الأوروبي للعسكريين الأوكران، بحسب ما ذكرت رويترز.

مواقف المجر السياسية الداعمة لروسيا منذ بدأ الأزمة

وعلى عكس باقي الدول الأوروبية، أدانت المجر العقوبات الأوروبية التي فرضت على روسيا منذ اندلاع الأزمة، كما أكدت «عدم استعدادها» لمناقشة فرض أي عقوبات على روسيا في قطاعات الطاقة والغاز.

ورفضت المجر لعدة مرات محاولات أوكرانيا بالانضمام إلى حلف الناتو، وكذلك رفضت عقد اجتماعات على مستوى وزراء الحلف لمناقشة هذا الأمر قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، وذلك بحسب وكالة رويترز.

وأوضحت صحيفة «بوليتيكو» أنه لا يعتمد موقف المجر من أزمة روسيا وأوكرانيا على التيارات الاجتماعية الشعبية المؤيدة لروسيا، لكنه يعتبر نتيجة العوامل السياسية والاقتصادية، والتي لعب رئيس وزراء المجر الحالي دورا كبيرا في تشكيلها.

تعاون مشترك في مجال الطاقة

وتربط روسيا والمجر بعلاقات وطيدة، حرص رئيس الوزراء الحالي أوربان على تعزيزها منذ تولي السلطة، بحسب صحيفة «بولتيكو»، وبعتبر مجال الطاقة أحد أهم مجالات التعاون المشترك بين البلدين.

وبحسب رويترز، وقعت روسيا والمجر في شهر أغسطس الماضي، اتفاقية مع شركة «غازبروم» تتضمن من خلالها المجر الحصول على 5.7 مليون متر مكعب من الغاز يوميا.

كما اتفقت المجر وصربيا منذ عدة أيام على بناء خط أنابيب جديد يتيح إعادة تصدير النفط الروسي لبلغراد، في الوقت الذي تخضع فيه شحنات النفط الروسية المارة عبر كرواتيا لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

وتتعاون المجر مع روسيا أيضا في إنشاء المفاعلات النووية، حيث تقوم شركة «روس اتوم» الروسية بإنشاء مفاعلين للطاقة النووية بمحطة الطاقة النووية الوحيدة بالبلاد بتكلفة تصل إلى 12 مليار دولار وبتمويل من بنك روسي.