أول دفعة من خريجي الجامعات التكنولوجية تستعد لسوق العمل.. باقٍ من الزمن 240 يوما
«صنايعية مصر الشُطار»
بعد أقل من عام يستقبل سوق العمل أنماطاً جديدة من الخريجين، هم أول دفعة من «صنايعية مصر الشُطار» الذين درسوا فى الجامعات التكنولوجية وباقٍ على موعد تخرجهم عام دراسى واحد.
خريجو الجامعات التكنولوجية يحصلون على «شهادة جدارة».. والشركات تتواصل معها لتشغيلهم
طلبة الجامعات التكنولوجية وخريجوها المنتظرون، يدرسون المقرر الدراسى الخاص بالسنة الرابعة وينتظمون فى مجموعة «سكاشن» عملية تؤكد وتثبت ما اكتسبه الطالب على مدار السنوات الثلاث الماضية، وسيخضعون فى نهاية المطاف لاختبارات يحصلون بعدها على شهادة جدارة فى تخصصاتهم العلمية والعملية، وبموجب هذه الشهادة سيكونون مؤهلين لاقتناص فرص عمل فى شركات صناعية طال انتظارها لهذا النوع من الخريجين الجدد.
الاستدامة طويلة المدى ووجودها شىء مهم وأساسى على طاولة الجامعات التكنولوجية، فافتتاح 3 جامعات فقط فى القاهرة وبنى سويف والدلتا مجرد بداية لتوجه الدولة نحو استحداث وتطوير تعليم تكنولوجى حقيقى يواكب رؤية مصر 2030 وخطط التنمية المستدامة وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذا الإطار، لذلك عملت الدولة على افتتاح 7 جامعات جديدة دخلت الخدمة بالفعل واستقبلت الطلاب أيضاً فى العام الدراسى الجديد، ليقترن بذلك تخريج أول دفعة من خريجى الجامعات التكنولوجية ودخولهم سوق العمل، مع قبول دفعات جديدة فى 10 جامعات تكنولوجية إجمالية.
«الوطن» استطلعت آراء مسئولين وخبراء حول المهارات التى يكتسبها خريج الجامعات التكنولوجية، ودور تلك الجامعات بمد سوق العمل بخريجين متميزين تنتظرهم وظائف ملائمة لتخصصاتهم، وكذلك تعرفنا منهم على الفرص المتاحة لهم فى سوق العمل.
عبدالغفار: الجامعات التكنولوجية تقدم كوادر فنية مدربة للالتحاق بسوق العمل
يقول الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث الرسمى باسم وزارة التعليم العالى، إن الجامعات التكنولوجية فى مصر لها دور مهم وحيوى فى تقديم كوادر فنية مُدربة جيداً للالتحاق بسوق العمل، مؤكداً أن الشراكات الدولية التى تعقدها تلك الجامعات الوطنية مع الجامعات التكنولوجية العالمية الرائدة فى هذا التعليم، وتوفير التدريب العملى بالمصانع والشركات بالمجتمع المحلى المحيط بالجامعات، يؤهل خريجى الجامعات لتلبية احتياجات سوق العمل المُعاصر محلياً وإقليمياً ودولياً.
التصميم الهندسى للجامعات التكنولوجية موحد، وهو عبارة عن 3 مبانٍ رئيسية؛ الأول تعليمى والثانى مبنى للورش والثالث إدارى، لتكتمل أضلاع البيئة الحاضنة والمؤهلة لخريجى الدبلومات الفنية بهذه المبانى.
وفى جولة ميدانية لـ«الوطن» بجامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، وهى واحدة من الثلاث جامعات التكنولوجية الأولى التى ستخرج أولى دفعاتها بعد عام دراسى، رصدنا صورة المبانى التأسيسية التى تتأهب لتخريج الطلاب، كل حسب الهدف الذى تأسست من أجله، فبمجرد دخول الجامعة الكائنة فى محيط منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، نلحظ وجود 3 مبانٍ؛ الأول إدارى، حيث تعقد الاجتماعات التى تناقش آليات العمل لوضع اللمسات الأخيرة لتخريج الطلاب وبحث مستقبلهم فى سوق العمل، خاصة مع رغبة العديد من الشركات الصناعية فى توفير فرص عمل لهم نظراً لجودة المنتج التعليمى، بجانب مجموعة من المعامل والقاعات الدراسية وقاعات الرسم والمكتبة وكلها أضلاع أساسية لمثلث «سوق العمل».
المبنى الثانى فى جامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، هو مبنى الورش ويضم مجموعة من الورش ومعمل الميكاترونكس ومعمل الطاقة الجديدة والمتجددة ومجموعة من القاعات الدراسية التى تهدف إلى صقل مهارات الطالب ليكون جديراً فى المهنة التى يدرسها عقب تخرجه.
أما المبنى الثالث فى جامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية فهو «التعليمى»، ويضم مجموعة من القاعات الدراسية، وكلها تتناغم معاً من أجل منح الطالب الجرعة التعليمية المطلوبة لحصوله على شهادة التخرُّج.
عبد الملاك: أهدافنا مرتبطة بالسوق.. ولدينا أساتذة مهرة بمختلف التخصصات
وتشمل الجامعة 12 معملاً متخصصاً، أهمها معمل القياسات والحساسات ومعمل الطاقة الجديدة والمتجددة وورشة الصيانة الميكانيكية ومعمل السيارات، فتخرج الدفعة الأولى من كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة العام المقبل 2022-2023 والتى تنتظرها مختلف الشركات الصناعية، خاصة الأوائل، كون الخريج تدرب فى هذه المعامل، بحسب ما أكده الدكتور طارق عبدالملاك، عميد الكلية، لأن افتتاح هذه البرامج والمعامل جاء بناءً على رغبة «الصناعة»، الممثلة فى الشركات.
تخصصات الكلية متشعبة، خاصة مع كونها الوحيدة بالجامعة حالياً، وأبرز هذه التخصصات هى: تكنولوجيا الميكاترونكس وتكنولوجيا الأوتوترونكس، أى السيارات الكهربية، وتكنولوجيا الطاقة الجديدة والمتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكنولوجيا الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، وأخيراً تكنولوجيا إنتاج ونقل معالجة البترول.
وبشكل سنوى تخرج الجامعات آلافاً مؤلفة من الطلاب، لكن أهداف الجامعات التكنولوجية تختلف عن أى جامعة أخرى، وأبرز تلك الأهداف، بحسب الدكتور طارق عبدالملاك، هو التأهيل الفعلى لسوق العمل مباشرة بعد التخرُّج، لذلك تبحث الجامعة دائماً عن البرامج الجديدة التى تحتاجها سوق العمل، وتسعى لافتتاح برنامج جديد وهو الفضاء والطيران، وكلية جديدة هى السياحة والفنادق، خاصة أن التعليم التكنولوجى لا يقتصر على الصناعات فقط، بل يشمل السياحة والصناعات الغذائية والغزل والنسيج.
معامل للتدريب في مجالات الطاقة المتجددة والشمسية والهوائيات والموائع وتخصصات مستقبلية حديثة
«لكل معمل فى الجامعة هدف أساسى لا بد من تحقيقه وذلك من خلال تدريب الطالب على مهارات معينة فى معمل الهوائيات والموائع»، يقول المهندس شريف حسن، مدرس مساعد بالجامعة، مضيفاً أن المعمل يعلّم الطالب كيفية التحكم فى الحركات الهوائية مثل أبواب القطارات والمترو والفرامل وحركات المصانع المختلفة.