«رضا» تصنع منتجات يدوية من المخلفات: لو عندك قصاقيص «ما ترميهاش»
رضا عطية مدني
الفن ليس حرفة يدوية، إنه نقل الشعور الذي عاشه الفنان، هذه العبارة التي تؤمن بها رضا عطية مدني منذ طفولتها، فكانت تشاهد والدتها تعمل بالأعمال اليدوية من حياكة الملابس وصنع المفروشات وغيرها من الأعمال اليدوية، فشعرت بعشق من نوع خاص نحو هذا العمل الذي يحوِّل الخيوط والأقمشة لقطع مميزة فهو ليس عملا يدويا وحسب بل إنه فن، ليتطور الأمر بالنسبة لها وتبدأ بالعمل بمختلف الفنون اليدوية كالكروشيه والجوخ والجبس والفخار والكليم وتفصيل الملابس.
حب وعشق للأعمال اليدوية المختلفة
«مهما كان في مشاكل في حياتي مجرد ما أبدأ أشتغل بحس بمتعة» بهذه العبارة بدأت «رضا» حديثها، لافتة إلى أنها تحب كل الأعمال اليدوية بصورة متساوية، وقد تبيع القطع بثمن رخيص وبأقل من ثمنها متناسية تعبها وتكاليف خاماتها، مكتفية بنظرة السعادة من المشتري، «كفاية فرحتي أن الحاجة دي عجباه».
عرائس وألعاب واكسسوارات ورسم على الزجاج بعض الأعمال اليدوية التي أتقنتها «رضا» بسن صغيرة
وعن بداية شغفها بالعمل اليدوي تروي «رضا» لـ «الوطن»، أنها تأثرت كثيرًا بعمل والدتها بالأعمال اليدوية وأرادت أن تصبح مثلها، فبدأت بأعمال بسيطة، كصناعة العرائس من القماش ثم القيام بصناعة منزل للعرائس من الكرتون، متضمنا كل التفاصيل كالأثاث والشماعات وغيرها من التفاصيل الصغيرة، ثم صناعة التوك والاكسسوارت من قصاقيص القماش وبيعها لزميلاتها بالمرحلة الإعدادية، ثم عززت دراستها حبها للفن والرسم والأعمال الفنية، حيث أكملت دراستها بالدبلوم الفني قسم زخرفة، فبدأت بالرسم على الأطباق والمرايا والساعات والبراويز، وبدأت ببيع منتجاتها حيث لاقت إقبالا كبيرا من الجمهور «كنت بشتري الأطباق الشفافة، وبرسم عليها رسمة أحبها، وببدأ أطلي الطبق بلون كخلفية».
إعادة تدوير الخيوط والأقمشة والكليم لصنع الاكسسورات والسجاد
واستطردت «رضا» أنها اعتمدت في صناعة منتجاتها على تدوير المخلفات من القماش والخيوط والكرتون وغيرها، فكانت منذ الصغر تقوم بتجميع قصاقيص الأقمشة وتحويلها لتوك شعر وأطواق وأكسسوارات وبيعها لزميلاتها بالمدرسة الإعدادية، كما أنها كانت تجمع بواقي الكليم المقطع وتصنع منها «كور» بعد لفهم بطريقة متشابكة لتقوم بإعادة استخدامهم في صناعة السجاد اليدوي، كما تقوم بإعادة استخدام البلاستيك في صنع السلات بأحجام مختلفة، الخاصة بالمناشف والأكسسوارات.
حب التجربة والإصرار على التنفيذ وراء تعلمي الأعمال اليدوية
وعن طريقة تعلمها للأعمال اليدوية قالت رضا إنها لم تتلقى أي تعليم لإستخدام الجوخ والكروشيه، وأعتمدت بصورة أساسية على التجربة والإصرار على تنفيذها، «كنت بشوف الحاجة ايلي تعجبني، أروح أشتري الخامات وأبدأ أجرب، وعندي قدرة أطلع زيها بالظبط، طالما حطيتها في دماغي مش برتاح الا لما أعملها»، ثم بدأت بمشاهدة الفيديوهات على شبكة الأنترنت لإكتساب مزيد من الأفكار لتطوير أعمالها، إلا أنها كانت تضفي عليه تعديلات تناسب ذوقها وشخصيتها الفنية.
حياكة الملابس وأعمال الجبس والفخار
وعن إتقانها لصناعة الملابس، أوضحت «رضا»، أن أول محاولاتها لصنع الملابس كان بعد أن رزقها الله بأبنتها بعد زواجها، فبدأت بالتفكير في صنع الملابس لها وبدأت بإعداد ملابسها وإحتياجاتها بإمكانيات بسيطة، «مكنش عندي ماكينة وكنت بفصل على أيدي»، إلا أن تعلمها السريع ومنتجاتها التي لاقت إستحسان كل من شاهدها جعلها تشتري ماكينة وتبدأ بتفصيل الملابس لأبنتها ولنفسها ولجيرانها وأصدقائها، لافتة إلى أنها تعيش بمحافظة أسيوط إلا أن أصول عائلتها ترجع أصول لمحافظة أسوان لذلك تجد نفسها دائمًا شغوفة بأعمال الفخار، وهو ما دفعها لتعلم أعمال الفخار والجبس، حيث قامت على صناعة «المبخرة» وغيرها من المنتجات الفخارية وتلوينها وتزيينها باللولي.
التسويق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي
وعن تسويق منتجاتها أشارت «رضا» إلى إعتمادها على مواقع التوصل الإجتماعي، إذ لديها صفحتين على تطبيق «الفيسبوك»، تعرض من خلالهم منتجاتها واحدة لأعمال الجوخ وغيرها من الأعمال اليدوية، وألأخرى تعرض من خلالها منتجاتها المصنوعة من الكرورشيه، مشيرة إلى بعض الصعوبات التي تواجهها بسبب عدم معرفة البعض بقيمة الأعمال اليدوية إلا أنها تستمر بالعمل لحبها لهذا الفن.
حلم بمعرض خاص بمشاركة أبنتها
وأكملت «رضا»: أنها لم تكتفِ بتسويق المنتجات بل بدأت بتدريب الفتيات والسيدات الراغبات بتعلم الأعمال اليدوية من خلال عقدها للعديد من الورش كورش تعليم التطريز على الستان، وورش خاصة بتصنيع اكسسوارت الأفراح وتزيين صواني الشبكة، معربة في ختام حديثها عن أحلامها بأن يكون لها معرض خاص باسمها، خاصة بعد أن كبرت ابنتها والتحقت بكلية الفنون الجميلة، وأصبحت تعمل بنفس المجال، وهو ما زاد من دافعها لتحقيق هذا الحلم «نفسي أعمل حاجة أنا وبنتي، هي تبدأ مجال عملها وأنا أساعدها بخبرتي».