شيخ «الأحمدية الإدريسية»: محبة آل البيت فطرة سليمة فرضها الله أجرا للنبي
السيد إدريس الإدريسي
قال السيد إدريس الإدريسى، رئيس لجنة المصالحات العربية وفض المنازعات بمصر والعالم العربى وشيخ الطريقة الأحمدية الإدريسية، إنَّ محبة آل البيت قائمة على فطرة سليمة، والله فرضها أجراً للنبى، وزيارة الإمام الحسين هى زيارة لجده، صلى الله عليه وسلم، فالمصريون متمسكون بالوسطية، وعلى نهج النبى، منتقداً بعض الأصوات الشاذة التى تدّعى بغير حُجة ولا برهان غير ذلك، مشيراً إلى أن من ينكر على آل البيت، يرده التوافق الإسلامى ووسطية الأمة التى لم تختلف منذ قدم رأس الحسين إلى القاهرة.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى التوحّد الإسلامى نحو محبة الرسول الكريم وآل بيته؟
- نهنّئ الأمة الإسلامية جميعاً بالذكرى العطرة، ونحن نحتفل فى هذه الأيام بتلك الذكرى، نتذكر أن الله عز وجل جمعنا فى مصر بأعظم رباط تجتمع عليه الأمة، وهو رباط حب النبى وآل بيته الكرام، ومحبة الإمام الحسين، فسيدنا الحسين سبط رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو بعد رضاء الله واسترضاء رسوله، بما جاء عن جده، حيث قال النبى الكريم «حسين منى وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً»، فجعل الله سبحانه وتعالى محبته مقترنة بمحبة الإمام الحسين، رضوان الله عليه، فتلك من أعظم روابط الدنيا التى منّ الله بها على الأمة الإسلامية فى مشارق الأرض ومغاربها، فمحبة آل البيت قائمة على فطرة سليمة، أرساها الله ونبيه الكريم، فقال الله «قل ما أسألكم عليه من أجر إلا المودة فى القربى»، فالله فرض هذه الفريضة أجراً للنبى، صلى الله عليه وسلم.
السيد الإدريسي: زيارة الإمام زيارة لجده.. ورب العالمين ربط محبته بحب «الحسين»
علاقة قوية بين مصر وآل البيت.. كيف ترى ذلك؟
- أهل مصر هم الوسطية القائمة فى محبة أهل البيت، ومصر الشعب الوحيد الذى لا نجد فيه متعدياً على أهل البيت ولا صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونحن نحب الاثنين فى رابطة واحدة ونحب كل ما يحيط برسول الله، ومصر تحظى بمحبة قائمة على الكتاب والسنة، محبة وسطية، فيها رضاء الله وارتضاء رسوله بما شرع الله فى كتابه الكريم لآل البيت من مودة، فقال تعالى «قل ما أسألكم عليه من أجر إلا المودة فى القربى»، وبما جعله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصية للأمة، فقال النبى الكريم «إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض. وعترتى أهل بيتى، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيهما»، فمحبة رسول الله تشمل مسار استخلاف محبته فى أهل بيته، خاصة الإمام الحسين والإمام الحسن، وأهل الكساء الخمسة، ومنهم الإمام على والسيدة فاطمة الزهراء والسيدة زينب، فمصر بكل من فيها هى معقل المحبة المرتبطة بشريعة الله وسنة رسول الله، والإمام الحسين فى الكنانة هو نائب عن حضرة رسول الله، لأنه قال «الحسين منى وأنا من حسين»، وتلك هبة لأهل مصر أن جعل مقام سيدنا الحسين وتوافد الرأس الشريف وقدومه فى هذا الميقات، فالله أعز مصر ومن فيها بهذا الشرف.
بعض المصريين يعتبرون زيارة الحسين زيارة للنبى الكريم؟
- صحيح، فزيارة الإمام الحسين هى زيارة لجده، صلى الله عليه وسلم، والمصريون متمسكون بالوسطية وعلى نهج النبى، لكننا نسمع بعض الأصوات الشاذة التى تدّعى بغير حجة ولا برهان غير ذلك، ونقول إن ربنا يهدى النفوس ويصلحها ويجعلها على القوامة التى تستقيم عليها الأمة من محبة خالصة وفية لرسول الله فى استخلاف أهل بيته، صلى الله عله وسلم، فيه، ومن ينكر على آل البيت، يرده التوافق الإسلامى ووسطية الأمة التى لم تختلف منذ أن قدم رأس الحسين إلى القاهرة.
وما ردك على تشكيك البعض بوجود رأس الإمام الحسين داخل مصر؟
- نقول لهم: «جهلتم فازداد الجهل جهلاً»، لأن الشعب المصرى منذ الأزل يبحث عن الحقيقة بفطرته، وهو لا يأخذ بالكلام، والرأس الشريف له حراك تاريخى موجود من الكوفة وعسقلان، وأتى إلى مصر خيفة على الرأس الشريف أن يكون موجوداً فى وقت المغول، فجاء الرأس وكان أيام الحاكم الفاطمى.
نصرتمونا نصركم الله
آل بيت النبى الشريف كلهم قدموا إلى مصر، فكانت منبراً لهم، وتلك من الأمور التى حظيت بها مصر ومنّ الله بها عليها، أن شرفنا بمرور الأنبياء جميعاً والمرسلين، ومر على مصر آل البيت جميعاً، فلم يجدوا حضناً يحتويهم مثل مصر وأهلها، لذلك قالت عنهم السيدة زينب: «يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل الله لكم من كل مصيبة فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً»، وستظل هذه الدعوات المباركات حصناً وملاذاً لكل المصريين، فقد حظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت على، رضى الله عنها، لأهل مصر عندما قدمت إليها، وأهل مصر دائماً مكرمون بأهل البيت.