إحدى مستفيدات برنامج «وعي»: أهلي أرغموني على الزواج في الإعدادية والنتيجة ضرب وإهانة
الزواج المبكر أول مقبرة لأحلام البنات
وردة
«بقالى 6 سنين ماشوفتش عيالى، تزوجت فى المرحلة الإعدادية وكان فيه الدمار والانهيار لأحلامى، كنت بحب التعليم وكان نفسى أبقى حاجة كويسة، أبويا ضربنى وزوجنى غصب عنى لعريس مقتدر مالياًَ».
هذا ما عانت منه «وردة» البالغة من العمر 35 عاماً، لتؤكد لـ«الوطن» أنه بعد زواجها بعدة أشهر لم تكن هناك لغة للحوار بينها وبين زوجها سوى الضرب المبرح، وقالت: «كل ما أقول لأهلى كانوا بيردوا علىّ بجملة واحدة قاسية.. ارجعى بيت جوزك واستحملى».
تتابع «وردة»: تزوجت وأنا طفلة لم تستكمل الـ16 عاماً، بعد أن قرر والدى إخراجى من المدرسة بحجة إن «مليش غير بيتى والبنت ملهاش غير بيت زوجها»، وهذا ما حدث أيضاً مع أخواتى الإناث، لافتة إلى أن والدها كان يعامل الذكور معاملة مختلفة عن الإناث.
تشير «وردة» إحدى مستفيدات برنامج «وعى» للتوعية المجتمعية إلى أنها أنجبت ولدين، ثم قررت كسر قواعد العادات والانفصال عن زوجها بعد تفاقم المشكلات، خاصة بعد أن قرر زوجها أخذ طفليهما معه للعمل فى الطوب ومواد البناء وإخراجهما من الدراسة، موضحة أنها قررت الانفصال أكثر من 3 مرات، وفى المرة الأخيرة حسمت الأمر بشكل نهائى، رغم تعرضها للعديد من الضغوط النفسية من قبل أهلها.
تروى الثلاثينية: أهلى السبب فى كل المشكلات التى تعرضت لها، لم أكن أعرف كيف أتعامل مع المحيطين بى، خاصة أنى تزوجت فى بيت عائلة، «زوجى كان بيضربنى بأى حاجة تقابله»، حتى انفصلت بعد 9 سنوات زواج وأخذ منى الولدين، وبعدها قررت أن أكمل دراستى وتعليمى الثانوى ثم الجامعى، فالتحقت بالثانوية العامة ثم التحقت بكلية التجارة، وحالياً فى الفرقة الثالثة.
ولفتت «وردة» إلى أنها لم تترك بنتاً فى القرية إلا وتقوم بتوعيتها بأهمية التعليم، وأضرار زواج الأطفال الذى يعتبر دماراً لكل أسرة، مشيرة إلى أن الأهالى فى حاجة إلى توعية، مؤكدة أن السبب الرئيسى فى زواج الأطفال هم الأهل، معتبرة أن أول عنف يتم ضد البنت هو الختان الذى يُفقدها الثقة بنفسها، إلى جانب حرمان البنت من التعليم.