فتيات أسيوط يتعلمن الفروسية في أول مدرسة متخصصة بالصعيد: كسرنا حاجز الخوف «صور»
تعليم ركوب الخيل بأسيوط
لم تمنعهن العادات والتقاليد المجتمعية من تحقيق أحلامهن في ركوب الخيل وتعلم الفروسية، ليثبتن للمجتمع أن الفتاة الصعيدية قادرة على تعلم مختلف الرياضات، خصوصا بعدما دشن مجموعة من شباب محافظة أسيوط أول مدرسة فروسية لتعليم وتدريب الفتيات والشباب ركوب الخيل والتعامل معها، في خطوة ليست بالتقليدية.
مدرسة تعلم ركوب الخيل بمركز الفتح لقيت ترحيبا وإقبالا كبيرا من الفتيات والأطفال والشباب من مختلف الأعمار، بعدما فتحت أمامهم المجال لتعلم رياضة لم يتخيلوا أن يأتي اليوم ويكون هناك مكان مخصصا لها في محافظة أسيوط بوسط الصعيد.
«الوطن» التقت مؤسسي مدرسة الفروسية للتعرف على حكايات الفتيات اللاتي واجهن عادات وتقالد تعارف عليها المجتمع بالصعيد لسنوات طويلة، تحقيقا لأحلامهن.
يقول مصطفى أحمد فرج، فني تحاليل طبية بمستشفيات جامعة أسيوط، ومدرب فروسية بأكاديمية الفرسان، إن الفكرة جاءت منذ عام لتدريب الفتيات والشباب والأطفال من سن 5 سنوات، «لما كنا نتجول بالخيل في مدينة أسيوط بنلاقي أطفال وشباب صغير نفسه يركب حصان، أو يتصور معاه، في ظل وجود ثقافة عدم ركوب الفتيات والأطفال للخيل، وقدرنا نتخطى كل الحواجز دي».
وقفت العادات والتقاليد في وجه الفتيات الراغبات في ركوب الخيل بالصعيد، ولكن «فرج» استطاع التغلب عليها. يقول «أبرز المشاكل اللي واجهتنا ترتبط بالعادات والتقاليد، وإن بنت تركب خيل، واستطعنا بالناس الواعية إننا نتخطاه».
أما المشكلة التانية، بحسب «فرج»، فتمثلت في ارتفاع أسعار أعلاف الخيول، «لما بدانا في المدرسة كان سعر الأردب 700 جنيه، وحاليا وصل إلى 2000 جنيه، وده عبء كبير علي مربي الخيل، والحصان بياكل 2.5% من وزنه، ونتمني أن يكون هناك دعم من الدولة لمربي الخيل، لأنها حاجة أساسية في الصعيد، كما أنها رياضة مهمة، ونتمني تنمية فكرة تربية الخيول سواء العربية أو المحلية البلدية».
علموا أولادكم ركوب الخيل
وتابع مدرب الفروسية «من خلال مكان التدريب استطعنا أن ندرب الفتيات والشباب والأطفال، لأن عن سيدنا عمر بن الخطاب قال علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل، وتلك الرياضة لم تنحصر علي الشباب فقط ولكن للجميع، وبفضل الله نجحنا في مواجهة العادات والتقاليد، والجميع أصبح يؤيدنا فيما نفعله، وزاد الإقبال خصوصا من الفتيات على تعلم ركوب الخيل والتعامل معه».
صهباء: حلم حياتي تعلم ركوب الخيل
وسردت صهباء منتصر، إحدى الفتيات اللاتي تعلمن ركوب الخيل، قصتها، قائلة «ركوب الخيل كان حلم حياتي، ولما ظهرت الأكاديمية التحقت بها وتعلمت الأساسيات، وعرفت إزاي أتعامل مع الخيل بمساعدة الكابتن فرج، وخلال شهر اتعلمت كل حاجة، فأصبحت أعرف أجري وأرّهون بالخيل، وعرفت أركب اللجام والسرج، وعرفت كل أساسيات التعامل مع الخيل بعد ما كنت متوترة من السقوط، وعرفت إزاي اخذ الاحتياطات».
وأضافت «واجهت فكرة الناس اللي بتقول إن البنات مينفعش تركب الخيل، وبالعكس الآن بيشجعونا لركوب الخيل والمشي بيه، كونها هواية، وأهلي بيشجعوني على طول، وأقاربي عندهم خيول».
ندى: كسرت حاجز الخوف بركوب الخيل
وروت ندى جمال، تجربتها مع الخيل بدأت عندما كنت صغيرة، حيث ذهبت إلى الأهرامات، وام تكن تعرف كيف تتعامل مع الخيول، وحدث لها موقف، حيث ضربها الخيل برجليه لأنها قدمت إليه من الخلف، ما أثار خوفها من الخيل «كنت بخاف أقرّب منه حتى لو كنت ماشية في الشارع».
وتضيف «دلتني صديقتي على مدرسة الفرسان، ودي بتعلم ركوب الخيل، والكابتن حمسني في الأول إني أتعامل مع الحصان، وأقف جنبه، وكسرت حاجز الخوف، وبدأت أركب وأتعامل وحدة وحدة، وكان الموضوع تحدي بيني وبين نفسي حتى أصبحت أمشي وأجري بالخيل».
مواجهة العادات والتقاليد
وذكرت ريهام فتحي، إحدى المتدربات، أنها بحثت عن مكان الأكاديمية وتقدمت، وبدأ الكابتن يعلمها كيف تتعامل مع الخيل، وتنال ثقته، ومن الصعوبات ومع مرور الوقت و«المعافرة» نجحت في ذلك.